المجهر – عامر باشاب
{ غيب الموت أمس الأول (الأربعاء) الشاعرة القديرة “حكمت يس” بعد صراع مرير مع مرض السكري ومضاعفاته التي أقعدتها لعدة سنوات داخل منزلها لكنها رغم ذلك ظلت تتواصل مع جمهورها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة .
يشار إلى أن “حكمت محمد ياسين” من مواليد حي الموردة الأم درماني، تلقت تعليمها حتى المرحلة الثانوية ، وتوظفت بعدد من المواقع الإدارية بالخدمة المدنية، عملت موظفة بقصر الشباب والأطفال وبوزارة الخدمة والإصلاح الإداري قبل أن تهاجر إلى المملكة العربية السعودية. بدأت “حكمت ياسين” كتابة الشعر في بواكير عمرها وفي مطلع الستينات انضمت إلى اتحاد شعراء الأغنية السودانية واصطحبت معها للاتحاد الشاعرتين “آمنة خيري” و”السمرقندية محمد المحتسب”، وتعتبر أغنية ( تعال بالباب ) التي قدمها ملك الجاز “شرحبيل أحمد” أول أعمالها الشعرية التي قدمتها للناس وبعدها توالت تجاربها الشعرية وتعاملاتها مع نجوم الطرب حيث قدم لها الفنان الشعبي القدير “عبد الوهاب الصادق” أغنية (الجرح جرحي براي) وأحدث ضجة في الوسط الصحفي . والفنان الشعبي “كمال ترباس” (صدقنى ما بقدر أعيد )، وشكلت ثنائية إبداعية مع الفنان “محمود تاور” جمعتها به مجموعة من الروائع الغنائية من بينها (ما بتسيبو حالك ياها الغيرة ذاتا ) و(وليا سنين بريدك ما فترت عواطفي) (يمة الظروف) .بالإضافة إلى تعاونها مع مجموعة من المطربين الشباب في مقدمتهم المطرب “جمال فرفور” الذي التقت معه في أغنية (في الحالتين أنا ضايع) . أيضاً أنتجت الراحلة مجموعة من الدواوين الشعرية من ضمنها (أحزان البنات) و(دموع الغربة) و( مشاعر ) الذي أنتجته بالاشتراك مع رفيقة دربها الأدبي الشاعرة “آمنة خيري” ، وآخر دواوينها (عذاب الغربة) وآخر ظهور للراحل كان عبر حوار إذاعي أجراه معها الإذاعي “النعيم الخير” في سهرة حملت عنوان (لمة تواصل ) حكت فيها عن معاناتها مع المرض والتجاهل والنكران الذي صدمت به خلال رحلة معاناتها المرضية وظل لسانها يلهج بالشكر والعرفان للفنان “محمود تاور” .
{ وفور شيوع نبأ وفاتها تقاطر العديد من نجوم الفن ورموز الثقافة والإعلام إلى منزلها بالثورة الحارة (34) المشاركة في لحظات وداعها و تشييع جثمانها ونعتها الأوساط الأدبية والفنية داخل وخارج البلاد، واعتبر الجميع رحيلها خسارة للوسط الإبداعي وللبلاد (إنا لله وإنا إليه راجعون) .