شعرت وأنا أشاهد الفيديو الذي يشتكي فيه أحد مواطني دنقلا الذين حكمت عليهم الجودية بالتغريب عن مدينتهم بسبب قيام ابنهم بقتل أحد الشباب عليه الرحمة، شعرت أنني في القرن السادس الميلادي أو أنني في أحد مجاهل أفريقيا حيث يغيب القانون ويسيطر أسلوب الغاب، والقصة تفاصيلها علي حد مافهمت أن أحد الشباب من أسرة أو قبيلة بعينها قتل شاباً من أسرة أخرى والطبيعي في مثل هذا الوضع أن يقدم الجاني للمحاكم ويطبق فيه حكم القانون وقبله شرع الله( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) لكن الذي حدث أن جريمة الابن دفعت ثمنها قبيلة كأمله حيث تم الحكم عليها بالخروج من المدينة حتى تهدأ النفوس وتنطفئ شرارة الغضب، لكن الذي حدث على أرض الواقع أن هؤلاء لم يجدوا أرضاً تستقبلهم وتم رفضهم تماماً لتبدأ معاناة حقيقية وصف تفاصيلها الرجل حيث قال إن معهم أطفالاً ونساءً يدفعون تمن جريمة لم يرتكبوها (ولاتزر وازرة وزر أخرى) وهذا ما يجعلني أتساءل عن المنطق والمبرر الذي على أساسه تم طرد هذه الأسر من بيوتها وتشريدها، ياتو قانون هذا الذي يحمل أبرياء تبعات فعل قام به شخص آخر، والطبيعي في مثل هذه الظروف أن يقدم القاتل إلى القضاء الذي يقول كلمته وتنتهي القصة عند هذا الحد، وبالتالي شنو الداعي للجودية والتحانيس التي تفضي إلى مثل هذه الحلول غير المنطقية، شنو الداعي للجودية والتحانيس في دوله تحتكم لحكم للقانون ؟؟؟
الدائره أقوله إنه أياً كانت الظروف والأسباب فليس عدلاً أن تعاني هذه الأسر بهذا الشكل المؤلم وهم يفترشون العراء بدون طعام أو شراب، وكان الأجدى أن تقوم الجهات الرسمية في الولاية التي أشرفت على خروجهم كان أجدى لها أن تطمئن على عمليه إسكانهم بعد خروجهم من المدينة وتوفير مايحتاجونه من مأكل ومشرب بدلاً من أن يطردوا بهذا الشكل المهين ويتركوا لأقدارهم ومصيرهم المجهول، ونحن نتباهى أن بلادنا هذه شهدت واحدة من أعظم الثورات التي كنا ولازلنا نريدها ثورة لتغيير المفاهيم وليس مجرد تغيير سياسي يشيل أحمد ويأتي محله حاج أحمد، وبالتالي مثل هذه الثورة التي رفعت شعارات العدالة لاينبغي أن تحدث بعدها مثل هذه المظاهر الفوضجية والظالمة وليس معقولاً أن لا تتصدى أجهزة الدولة لحل المشكلة في إطارها الشرطي والقانوني بدلاً من حركات الطرد والبشتنة التي لا لزوم لها وهي على فكرة أساليب تغري بالتعدي على حرمة القانون وضياع هيبة الدولة والحكاية ماناقصة.
كلمة عزيزة
هل يعلم السادة في قوى الحرية والتغيير أن تأجيل إعلان الحكومة يعني تأجيل وتعطيل أحلام الشارع السوداني في أن تتحقق أهداف ثورته وأن تحل مشاكله العويصة هل يعلم هؤلاء السادة أنهم يصيبوننا بالإحباط والألم ، وأن عشرات الأسر التي قدمت فلذات أكبادها شهداء من أجل وطن معافى وشامخ هم الآن في مربع الحسرة والخيبة والضبابية، هل تعلمون أن الشباب العظيم الكان صابيها وواقف حارس تروسها ومداخلها يشعر أن ثورته قد نُشلت.
كلمة أعز
أرجو ألا يخيب الدكتور “حمدوك” ظن الملايين من الغبش الذين عقدوا عليه الآمال رئيساً للجميع بعيداً عن الاحتواء أو الإقصاء.