ولنا رأي

لماذا نخشى على الحُرية والتغيير؟

صلاح حبيب

على الرغم من العمل الكبير الذي قامت به قوى الحُرية والتغيير من حراك في الساحة السياسية منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي وحتى سقوط نظام الإنقاذ، إلا أن البعض بدأ يتخوف من تجربة قوى الحُرية والتغيير وعدم قدرتها على قيادة البلد الفترة القادمة، في ظني أن هذه الأقوال هي أقوال المرجفين في المدينة، والذين لم يعجبهم الدور الذي قامت به قوى الحُرية والتغيير في صمت حتى كللت مساعيها بنجاح تلك الثورة، فالحُرية والتغيير تعمل في صمت شديد وهذا ما أخاف البعض ظناً منهم لم يقدروا على قيادة السفينة الفترة القادمة، فما يعجبني فيها هذا العمل المرتب والذي يتم في صمت دون أن يعلم به الآخرون، إن المرحلة القادمة سوف تكشف للذين يخشون من ضياع الثورة باعتبار أن القيادات القادمة التي كسبت ثقة الكثيرين حتى تم اختيار أعضاء مجلس السيادة من خبرات وعلماء كل في مجاله وأن لم يكونوا معروفين بالداخل.. ولكن كل واحد منهم تخبرك سيرته المليئة بالتجارب والخبرات العملية بالخارج مع المنظمات الدولية وغيرها من مكان العمل التي لا تقبل إلا المميزين من أصحاب الخبرات والكفاءة، لقد نجح أبناء السودان في الخارج وجعل للسودان اسماً ورقماً مميزاً في المحافل الدولية، ولكن ناس الداخل لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، لذا نجد كلما قدم اسماً لشغل المنصب الفلاني نجد عشرات الحاقدين يحاولون أن يشوهوا سمعة هذا الشخص لا ندري لماذا كل هذا الحقد والحسد؟ إن الوزارات التي بدأت تتشكل من الأشخاص الذين يقودون السفينة المرحلة القادمة لن يكون من بينهم نكرة أو شخص لا يحمل درجة علمية رفيعة بالإضافة إلى الخبرة الطويلة كل في مجاله وهذا التمييز بالتأكيد لا يريده الفاشلون والحاقدون لهؤلاء، لذا بدأوا يطعنون في كفاءاتهم وفي الشهادات العلمية التي حصلوا عليها من أرفع الجامعات بالخارج فالدرجات العلمية هي التي تميز الإنسان، ففي الفترة التي أعقبت المفاصلة بين المؤتمر الوطني والشعبي بدأ المؤتمر الوطني يحث منسوبيه على الحصول على الدرجات العليا خاصة الدكتوراه بأي شكل من الأشكال حتى وإن دعا الأمر الاستعانة بالخبرات في كتابة الرسالة العلمية لذا حصل عدد كبير من منسوبي المؤتمر الوطني الفترة الماضية على الدرجات العلمية من الجامعات الداخلية ولكن هل كانت تلك الدرجات صحيحة أم مضروبة؟ بالتأكيد العديد منها مضروب لأن الذي يعمل في العمل التنفيذي وغير مفرغ للرسالة العلمية بالتأكيد لن يستطيع كتابة فصل واحد ناهيك عن رسالة علمية من عدة أبواب ومقدمة وغيرها من المعلومات التي تحتاج إلى البحث والتمحيص والتدقيق فكيف بشخص يعمل في العمل التنفيذي يومه كله أو يشغل منصب الوالي أو المعتمد فهل يستطيع أن يجد وقتاً كافياً للإطلاع على المراجع، لذا فإن الحملة التي يقودها بعض الساقطين تجاه أعضاء الحُرية والتغيير هي حملة لإفشال الجيل القادم المسلح بالعلم الحقيقي وليس المزور، فالذين يتخوفون من هؤلاء القادمون لتولي المناصب الوزارية فليطمئنوا أن الذين قادوا المؤسسات والمنظمات بالخارج لن يعجزوا في تطبيق الذي خبروه بالداخل، وهؤلاء أدرى بالذي يؤمنون به فمن استطاع أن يحرك الجماهير في لحظات وتنظيم المليونيات في ساعات قلائل قادر على قيادة الدولة في المرحلة المقبلة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية