ارتفاع كبير في أسعار خراف الأضاحي ومستلزمات العيد بالعاصمة والولايات
المواطنون يشتكون من الغلاء وأسعار الخراف تتراوح ما بين (4 ـ 13) ألف جنيه
تاجر مواشي : (أي مواطن يأتي للسوق سيجد سعراً يناسبه وسيضحي إن شاء الله)
الخرطوم ـ سيف جامع
مع اقترب عيد الأضحى المبارك اشتكى التجار بالأسواق من حالة ركود عامة بينما تصاعدت أزمات شح الوقود والمواصلات وزحمة المرور خاصة وسط العاصمة الخرطوم ، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين في وقت تشهد فيه الأسعار عامة زيادة مطردة، ويرى كثير من المواطنين عن عيد الأضحى هذا العام يأتي مختلفاً عن السابق بسبب الأزمة السياسية الراهنة والتي انعكست سلباً على كافة مناحي الحياة في ظل الارتفاع المستمر في أسعار السلع الاستهلاكية (اللحوم، وزيوت الطعام، والدواء) وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء أمس عن ارتفاع التضخم في السودان مجدداً وسجل نسبة( 52.59%) في شهر يوليو مقارنة بنسبة(47.78%)، في يونيو، و نسبة(44.95%) لشهر مايو لماضي.
زيادة جديدة في التضخم !!
قال الجهاز المركزي للإحصاء إن الزيادة في معدّل التضخم ترجع إلى ارتفاع أسعار مجموعة السلع الغذائية، حيث ارتفعت أسعار الذرة والفتريتة والدخن والقمح والأرز واللحوم والبقوليات وبلغ معدل التضخم في المناطق الريفية لشهر يوليو( 54.14%) وهو أعلى في المناطق الحضرية، وعزا البيان الصحفي للجهاز المركزي للإحصاء الارتفاع إلى فصل الخريف.
وسجلت ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والجزيرة ارتفاعاً في معدل التضخم، كما تأثرت حركة النقل أيضاً بالإضافة إلى دخول موسم الحج الذي ساهم في ارتفاع تضخم مجموعة الترويج والثقافة وانخفض معدل التضخم في الولاية الشمالية انخفاضاً ملحوظاً تلتها سنار ثم النيل الأبيض.
وفي وقت سابق قال الدكتور “كرم الله علي عبد الرحمن” مدير الجهاز المركزي للإحصاء، إن معدّل التضخم ظل مستقراً إلى حدٍّ ما خلال العام الجاري 2019 في حدود أقل بكثير من العام السابق، معرباً عن أمله في الوصول خلال الفترة القادمة إلى رقم آحادي. وأشار إلى أن التضخم في السودان كان يُتوقع له ألاّ يتجاوز(43%) لشهر يونيو الماضي، إلاّ أن الزيادات الكبيرة في أسعار المواد الغذائية ومختلف السلع التي تدخل في التضخم، بجانب الزيادات في رسوم التعليم ومستلزمات المدارس، هي التي منعت تحقيق هذا الانخفاض..
وشهدت معدلات التضخم في الفترة من يناير حتى مايو الماضيين استقراراً مستمراً، عند مستوى(44%)خاصة في مستوى الخدمات والارتفاع الجنوني في الأسعار .
ارتفاع أسعار الأضاحي!!
وخلال جولة (المجهر) بالأسواق أمس أكد المواطنون أن هنالك ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار خراف الأضاحي إذ تتراوح الأسعار ما بين (8ـ و10ـ 13) ألف جنيه ، وقال الكثير إنهم ربما لا يستطيعون ذبح الأضاحي هذا العام نسبة لارتفاع أسعارها بصورة مجافية لأجور المواطنين، وأوضح التاجر “بخيت فضل المولى” أن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي يرجع إلى زيادة أسعار العلف لأن في فترة الخريف يحدث شح في الأعلاف بجانب أن تكلفة الترحيل مرتفعة خاصة للمواشي القادمة من كردفان فهنالك أكثر من (20) رسماً تفرضها الولايات في الطريق مما يضاعف سعر تكلفة نقل الخراف، وأشار لوجود بيع للخراف عن طريق الوزن لكن المواطنين لا يفضلون هذه الطريقة ويشترون الخروف حسب شكله ومواصفاته الصحية الإسلامية في الذبح.
مواطنو الولايات يشتكون من الغلاء !!
وفي أسواق المواشي بمدن تمبول والهلالية ورفاعة بمحلية شرق الجزيرة، توافدت قطعان الخراف على تلك الأسواق رغم هطول الأمطار في اليومين الماضيين وأقر تاجر الماشية “المبارك أحمد” أن تأخير نزول الأمطار أثر على أسعار الخراف بسبب ارتفاع أسعار علف الحيوان.
وعزا الموظف “حافظ عمر المغربي” ارتفاع أسعار الخراف هذا العام لتأخر الخريف وإيقاف تصدير إناث الماشية مما يدفع التجار للبيع بأي سعر لأن تكلفة العليقة مرتفعة وبذلك تكون خسارتهم خسارتين، مشيراً إلى أن أسعار الخراف في سوق رفاعة بين (4 -10) آلاف جنيه.
وقال المواطن “الصديق أبو حبرة” من تمبول إن الأسعار أرهقت كاهل المواطن البسيط خاصة في المناسبات كالأعياد.
وفي أسواق المواشي بمدينة الأبيض وصل وارد كبير من المواشي من ولايات دارفور ومناطق من كردفان لأسواق الأبيض مما أدى إلى تفاوت في الأسعار .
وقال التاجر “حسن عبدالله” بسوق مواشي الأبيض، إن الإقبال ضعيف من المواطنين هذه الأيام رغم أن الأسعار تتراوح ما بين (4 إلى 8) آلاف جنيه .
وقال “آدم الياس باشا” تاجر من سوق المواشي بحي كريمة شمال، إلى أن أي مواطن يأتي للسوق سيجد سعراً يناسبه وسيضحي إن شاء الله وأن الأسعار مناسبة المتوسط ما بين(5 إلى 6 )آلاف جنيه وتوقع أن يكون هنالك انخفاضاً في الأسعار خلال اليومين القادمين وكشفت الجولة ضعف الإقبال على الشراء في السوق حيث عزا الأستاذ “آدم جعفر” ضابط سوق المواشي بالأبيض عدم إقبال المواطنين لعدم وجود السيولة وارتفاع الأسعار ، وأكد أن إدارة السوق قدمت كل التسهيلات اللازمة للتجار لاستقرار الأسعار والتخفيف على المواطن .
وفي محلية تندلتي بولاية النيل الأبيض ارتفعت أسعار الأضاحي بصورة ملحوظة مما أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء وتدني القوى الشرائية بأسواق المحلية رغم وفرة العرض من الماشية حيث تشهد هذه الأيام من شهر ذي الحجة سوق صادر الماشية بتندلتي تدفقات كبيرة من الماشية.
ووصل سعر الخروف الحمري الكبير زنة (20) كيلو ما بين (11 ألف جنيه إلى 13) ألف جنيه، والخروف الحمري المتوسط زنة (15) كيلو ما بين (6 آلاف جنيه إلى 8 آلاف جنيه)، والحمري الصغير ما بين (4 آلاف جنيه إلى 6 آلاف جنيه)، والخروف البلدي الكبير يتراوح ما بين (10 آلاف جنيه إلى 12 ألف جنيه)، أما الخروف القرج الكبير ما بين (5 آلاف إلى 9 آلاف جنيه).
وقال المواطن “عثمان إبراهيم” إن ارتفاع الأسعار لعدم وجود رقابة على الأسواق كما لا توجد معايير معينة للشراء مما أفرز أشخاصاً يستفيدون من عملية البيع ممن يسمون بالسماسرة أو الوسطاء بينما يرى “عبد الرحمن إبراهيم” مربي ماشية أن تكلفة الإنتاج من رعي وكلأ وعلاج جميعها تسهم في زيادة الأسعار.
أما “محمد علي أحمد” و”عبد الرحمن علي” تاجران يريان أن ارتفاع أسعار السوق بوجه عام انعكس على سوق الماشية، وأشارا إلى أن التاجر يبيع ليلبي احتياجاته المختلفة في السوق الذي أصبح لا يمكن للمواطن البسيط توفير احتياجاته المختلفة دون أن يملك المال فأصبح كل شخص يرفع سعر بضاعته أو تكلفة ما يقوم به من عمل.
وتشهد أسواق الماشية بمدينة كادقلي ركوداً في شراء خراف الأضحية مع اقتراب عيد الأضحى، و عزا عدد من التجار ذلك للتسهيلات التي قام بها اتحاد عمال الولاية بتوفير الخراف عن طريق البيع بالتقسيط عبر الاستقطاع من مرتبات العاملين..
وقال التاجر “عصام بريمة” من أهالي كادقلي ـ إن أسعار الخراف ليست مرتفعة تبدأ من(4 – 8) للخروف وإن غالبية المشترين من المسافرين الذين يقضون العيد خارج الولاية.
أما التاجر “حسب الله فضل الله” أشار إلى توفر كميات كبيرة من الخراف تتباين أسعارها على حسب وضع السوق و الحيوان، إلى جانب ذلك لا يوجد إقبال عليها من المواطنين.
من جانبهم عبر عدد من المواطنين عن آرائهم فقد أوضحت “نعمات” بائعة الشاي أن الأسعار تتفاوت من تاجر لآخر و يصل سعر الخروف عند بعضهم إلى الـ(10) آلاف و أن هذه الأرقام غير مناسبة للكثير من المواطنين.
و طالب المواطن “دفع الله جميز” أصحاب المواشي بمراعاة الوضع العام للمواطنين مع ضعف المرتبات، منبهاً إلى أن ارتفاع الأسعار غير مبرر على غرار أن الولاية تتمتع بكميات كبيرة من المواشي إضافة إلى توفر الكلأ و الماء.
الركود يضرب الخرطوم..
أما في محلات الملابس الجاهزة بأسواق ولاية الخرطوم أكد التجار أن هنالك تراجعاً في القوى الشرائية وأرجعوا ذلك لارتفاع أسعار الملابس وأيضاً تركيز الأسر على شراء الخراف بالإضافة إلى انعدام السيولة النقدية وتجهيزات المدارس في الفترة الماضية أثرت على اقتصاديات الناس لذلك لم يذهب الكثيرون إلى الأسواق ، وبحسب التجار فان أسعار الملابس (البنات) تتراوح ما بين (300ـ 1000) ألف جنيه والأطفال تبدأ أسعار الفساتين ما بين (500ـ 1500) جنيه ، وسعر الجلبابات ما بين (400ـ 800) جنيه حسب الخامة والتفصيل ، وسعر الكارينة الأصلية (150) جنيهاً.
وفي محلات الملابس الجاهزة بشارع السيد عبد الرحمن بالخرطوم قال التجار إن هنالك حركة شرائية معقولة بدأت منذ الخميس خاصة الشباب حيث يوجد طلب على شراء بنطلونات الجينز والتشيرتات والأقمصة ويبلغ سعر بنطلون الجينز ما بين (350ـ 500) جنيه أما الأقمصة القطنية والهندية والكلاسيك أسعارها ما زالت منخفضة ما بين (350ـ 400) جنيه.
إقبال على الشوايات والتوابل!!
وفي محلات السلع الاستهلاكية كشفت جولة (المجهر) عن زيادة كبيرة في أسعار بعض السلع حيث ارتفع سعر عبوة زيت (يارا) (4) لتر ونصف إلى (480) جنيها ، وبلغ سعر لتر زيت صباح (150) جنيهاً بدلاً عن (120) جنيهاً ، وزيت الفول (4) لتر بلغ (420) جنيهاً ، أما علبة الصلصة وصلت (60) جنيهاً وسعر كيس الملح (4) كيلو بلغ (40) جنيهاً ، أما جوال البصل فاستقر في (2800) جنيه ، وأكد التجار زيادة الإقبال على التوابل بالرغم من ارتفاع أسعارها حيث بلغ سعر كيلو القرفة (70) جنيهاً ، ورطل الجنزبيل بمبلغ (120) جنيهاً ، ورطل الثوم (150) جنيهاً ، ورطل الفلفل الأسود (200) جنيه ، ورطل الهبهان (300) جنيه ، ورطل الكسبرة والشمار (60) جنيهاً ، أما الخضروات ارتفعت أسعارها حيث بلغ سعر كيس الشطة الخضراء (50) جنيهاً وهنالك عبوات تتراوح ما بين (10ـ20) جنيهاً ، ودستة الليمون (20) جنيهاً ، وربع البصل (250) جنيهاً.
وفي السياق أيضاً شهدت أسعار الشوايات زيادة ملحوظة مقارنة مع العام الماضي حيث يتراوح سعر الشواية الصغيرة المصنعة من الألمنيوم ما بين (250ـ 300) جنيه ، وشواية الحديد سعرها (250) جنيهاً.