ولنا رأي

متى تغادر "نانسي عجاج" محطة "إبراهيم عوض"؟

تملك قدرة هائلة من التطريب تختار أغاني الغير بعناية فائقة ؛ مما جعلها تحتل مساحةً كبيرةً في قلوب المحبين والعاشقين للفن الرصين.. ولكن رغم تلك المساحة التي احتلتها في الوسط إلا أنها لازالت تعيش على موائد الغير.
فالفنانة “نانسي عجاج” اشتهرت خارج البلاد وعاشت بكندا وطافت وحلقت في سماء الغناء السوداني ، مما جعل لها جمهور كبير خاصة الشباب وبعض العجائز أمثال : الأستاذ “نور الدين مدني” ، ولكن كل هذا لن يشفع لها أن تظل فنانة كأقرانها من الفنانين الشباب رجالاً ونساء، الذين شقوا طريقهم الفني عبر أعمالهم من الشعراء والملحنين السودانيين ولم يتوقفوا في محطة عثمان حسين ولا سيد خليفة ولا غيرهم من الفنانين الذين تأكل من موائدهم ، فالفنان الذي لم يطور نفسه فنياً ويظل يعتمد في غنائه على الآخرين مهما طال الزمن سوف يسقط وسقوط الفنان رفعة منه.
أذكر أن الفنان الراحل العندليب الأسمر “زيدان إبراهيم” في حوار أجريناه معه قال :

كان هنالك احتفال فني خصص لمنكوبي الفيضانات بالسودان وعلى رأس أولئك العمالقة الفنان “محمد وردي” قال “زيدان” : إن الفنان وردي اعترض على مشاركتهم في الاحتفال لعدم امتلاكهم لنصوص فنية تخصهم.

ثانياً : إنهم أسماء لازالت مجهولة للجمهور. الراحل زيدان قال غاب عن الساحة الفنية لمدة سبع سنوات لم يشارك في حفل أو احتفال إلى أن كون رصيده من الأغاني الخاصة به ، لذا فإن الفنانة “نانسي” يجب أن تراجع نفسها قبل فوات الأوان وعليها أن تبحث عن شعراء وما أكثرهم وسوف يتبرعون لها بالمجان لما لديها من ملكات ومقومات الفنان حتى تحاول منافسة الجيل الصاعد من الفنانين والفن موهبة.. فبرنامج نجوم الغد أصبح يخرج أسبوعياً جيل جديد من الفنانين أصحاب إمكانيات وقدرات عالية من التطريب ، وإذا دخلوا الساحة الفنية خاصةً وأن هناك عدد من الشعراء سيمدونهم بالكلمات التي تناسب أصواتهم ، والفنانة “نانسي” بعد هذه الفترة الطويلة وهي تعتبر نفسها قد عبرت أو وصلت إلى قمة الفن ولن تبدأ من جديد غروراً أو ثقة في نفسها ، ولكن من الأفضل أن تتنازل من برجها العاجي لأن ما تتغنى به الآن ليس ملكاً لها ،  وإذا تصدى لها أبناء وأهل الفنانين الذين تتغنى بكلماتهم ستكون في (السهَلَة) بمعنى أنها تعود من جديد تبحث عن الشاعر والملحن الذي يقدمها للجمهور من جديد ؛ لأن الكلمات الجديدة ربما لا يألفها الجمهور أو لا تتناسب مع صوتها.
وإذا أجرينا مقارنةً – وإن كانت بعيدة – فنجد أن الفنانة “ندى القلعة” قد شقت طريقها واشتهرت بأغاني الحماسة التي جعلت لها لونية معينة حببت الجمهور في غنائها ، وظلت تقدم يوم بعد يوم نوعاً جديداً من الغناء جعل لها مكانة خارج حدود الوطن ، وكذلك الفنانة “سميرة دنيا” التي تمتلك أيضاً صوتاً عذباً ولكن آثرت أن تظل في محطة عثمان حسين وأغاني الحقيبة التي أجادت وبرعت في أدائها ، وأيضاً خلقت لنفسها جمهوراً لتلك الأغاني، وإذا لم تبحث عن شاعر وملحن مجيد يعرف طبقات صوتها ويقدم لها الكلمات التي تتناسب معها أيضاً سوف تكون ( خارج الشبكة ) بعد فترة إلا في المناسبات الخاصة ، ولكن أن تكون فنانة مجددة ومضيفة إلى الغناء السوداني إن لم تبارح تلك المحطات ستظل في مكانها ، وبعد فترة ستكون كغيرها ممن دخلن المجال وخرجن، أما الفنانة “إنصاف مدني” أيضاً فوضعت لنفسها لونيةً غنائيةً خاصةً وأدخلت الدلوكة في غنائها ؛ مما أكسبها جمهوراً كبيراً من الرجال والنساء وهي أشبه بالفنانة “ندى القلعة” أما الفنانة نانسي فصوت وحده لا يكفي وحضور في المسرح وجمهور لن يكفي أيضاً ما لم تكن هنالك أعمال خاصة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية