لا داعي للجرجرة .. لا داعي للمواكب!!
قال السيد الفريق “ياسر العطا” عضو المجلس الانتقالي في مداخلته الهاتفية لبرنامج رفع الستار الأسبوع الماضي، قال إن الوسيط الموريتاني أبدى استغرابه من حالة الانسجام التي بدت عليها قوى الحرية والتغيير والمجلس لدرجة أنه قال أي الوسيط، أنه لا يرى أسباباً جوهرية للخلاف والاختلاف!!
وفي رأيي أن حديث الوسيط الموريتاني هو قلب الحقيقة، باعتبار أن المجلس العسكري وقحت يجمع بينهما أكبر مشترك وأهمه على الإطلاق، وهو تخليص السودان تماماً من قبضة النظام السابق تحقيقاً للعدالة والمساواة ومن ثم تحقيق أهداف الثورة العظيمة، وطالما أن كلا الجانبين يعملان لتحقيق هذا الهدف، فإنه يفترض أن تصغر وتضمحل كل العقبات والعوائق التي من شأنها أن تؤخر هذا الاتفاق الذي ينتظره الشارع بفارغ الصبر، لأنه يعلم جيداً أن كل آماله وأحلامه وتطلعاته ستظل رهينة وحبيسة ما لم تشكل حكومة محترمة تبدأ النظر في ملفات كثيرة وعديدة ومهمة، لذلك فإن أي تأخير لهذا الاتفاق يصيب الشارع بالإحباط ويكسر مجاديف الأمل عنده، ويترك مساحة للذين يعملون بيدينهم وكرعينهم لإفساده وجعل البلاد تعيش حالة من الفوضى وعدم الأمان، ومثل هذه المراحل الحرجة من تاريخ الشعوب، لها من يستثمرون فيها ويتاجرون بها ويعرفون كيف يوجهونها نحو مصالحهم الذاتية، لذلك لا بد أن يعلم المجلس العسكري وتعلم قحت أن مصير البلد بأكملها، بل ومصير أربعين مليون سوداني في رقابهم جميعاً، يؤجرون ويثابون من عند المولى عز وجل، ويكتب التاريخ أسماءهم بمداد من نور إن اتفقوا وعبروا بنا هذا الجسر المتهاوي والمتهالك، وستلعنهم الألسن وتكرههم القلوب ونشكيهم عند الله سبحانه وتعالى إن لم يرتفعوا لمستوى المسؤولية وظلوا في حالة تطويل وتمديد وجرجرة لهذه المفاوضات غير عابئين بالظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا وهو يكابد ويجابد من أجل توفير اللقمة الحلال
التي أصبحت مغموسة بالعرق، والأزمة الاقتصادية الطاحنة لم تستثنِ أحداً، وحتى الذين لم يتأثروا بها هم مهددون بأن يصلهم الموج العالي، وبالتالي لا بد من الإسراع في الخطوات نحو تكوين حكومة تبدأ في إصحاح وإصلاح الشأن السوداني الذي يبدو أنه وبعد أن ينقطع نفسنا في متابعة وملاحقة ماراثون المفاوضات الذي بدأ بعد الثورة مباشرة، يبدو أننا موعودون بمتابعة مسلسل جديد حلقته الأولى ستبدأ مع اختيار أعضاء الحكومة الجديدة وكل المؤشرات تشي بأن قوى الحرية والتغيير ليست جاهزة بقائمة وزرائها ورئيس حكومتها ودي (براها جكة) ح تضيع علينا كثيراً من الوقت الغالي الذي نخسر باستنزافه في كل لحظة وكل ثانية.
فهل يشعر السادة في المجلس العسكري وقحت بإحساس الشارع ويتوكلوا على ربنا ويوقعوا على هذا الاتفاق ليخرج شعبنا من مربع الإحباط والقلق والتشاؤم الذي يعيشه صباح مساء؟
} كلمة عزيزة
ليس هناك أي مبرر أو منطق لأي دعوة لمواكب تحت أي مسمى وبلادنا ظلت في حالة مواكب لأكثر من ستة شهور كان لها ما يبررها وقتها، لكن الآن هناك عملاً سياسياً تقوده القوى التي تمثل الشارع، يبقى شنو الداعي للعطلة وفتح الباب أمام الفوضى والاحتكاكات التي لا لزوم لها؟
} كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.