جرس انذار

“صلاح البصير”.. مبادرة الرمق الأخير لتوحيد الاتحاديين!

بقلم - عادل عبده

هل صار قيام الوحدة الاتحادية الشاملة قراءة خاطئة في فنجان التفاؤل؟ وهل أصبح توحيد الصف الاتحادي مثل الرهان على وجود الكلأ في العتمور؟.. بل لماذا يتحد وينصهر من لا يحملون مقومات التلاقي والانسجام، في حين يفشل من يحملون نسيج الرباط المقدس والوجدان الواحد!.
كلما ارتفع سقف الوحدة الاتحادية إلى أعلى مشفوعاً بالابتهاج والفرح، فإذا به يعود القهقرى من جديد ويتحول الحلم الكبير والابتهاج الباهر إلى حفنة من السراب والضياع، حتى أضحى الحديث عن وحدة الصف الاتحادي كابوساً على الصدور ونغمة تشاؤمية لا يضيق أفراد كيان الوسط الكبير الاستماع لها!
ها هي الرايات والأجسام والتيارات الاتحادية في الساحة السودانية وقد تفرقت أيدي سبأ بأوضاعها الظاهرة، حيث لا يوجد في شرايينها الحبل الممدود، وتتباعد مع بعضها مثل المشرق والمغرب.
{ الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا “محمد عثمان الميرغني”
{ الاتحادي المسجل بشقيه تيار “أحمد بلال” وتيار الدكتور “حسن هلال”
{ الوطني الاتحادي بقيادة المهندس “يوسف محمد زين”
{ التجمع الاتحادي المعارض (اندماج رايات الأحرار والحركة الاتحادية وأم دوم).
{ الوطني الاتحادي الموحد بقيادة “جلال الأزهري”
{ الاتحادي الديمقراطي الإصلاح والتغيير بقيادة “إشراقة سيد محمود”
{ الاتحاد الديمقراطي الموحد بقيادة “محمد عصمت يحيى”
{ الاتحادي الديمقراطي القيادة الشرعية الثورية بقيادة “الشريف صديق الهندي”
{ الاتحادي الديمقراطي الجبهة الثورية بقيادة “التوم هجو”
في هذه اللحظة المفصلية الدقيقة وفي هذه الرزنامة الزمنية القاتلة التي تتزامن مع الاتفاق التاريخي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وفي ظل تطلعات السودانيين بفتح أبواب الفترة الانتقالية التي تقود إلى واقع انتخابات الديمقراطية الرابعة المرتقبة.. في مثل هذه الأجواء الرحيبة يطلق القطب الاتحادي الكبير “صلاح البصير” مبادرة توحيد الصف الاتحادي في تخلق الرمق الأخير كقوة النيل واندفاعه لتكون بمثابة طوق النجاة الذي ينتشل جميع التيارات الاتحادية وكيان الوسط الكبير من البوار التاريخي والنكسة الوجدانية للقواعد العريضة، فالواضح أن مبادرة “صلاح البصير” ترتكز على مساعدين نافذين في الفضاء الاتحادي وانتهاج أسلوب غير نمطي في دعوة التوحيد من خلال أبعاد استثنائية ومؤثرات خاطفة ومتعمقة للأبصار والعقل والضمير لم تجرب من قبل، فضلاً عن ذلك يتعامل “البصير” في مبادرته على مسافة واحدة من جميع المسميات الاتحادية العريضة، ولا ينظر إلى التصنيف الذي يطلق على أي تيار اتحادي في ماعون موقفه السياسي وانفعالاته الداخلية.
الشاهد أن دفتر “ًصلاح البصير” يشمل التفاكر والمحاججة مع العديد من رموز القبيلة الاتحادية حيث يشمل على سبيل المثال وليس الحصر (“شيخ أزرق طيبة”، وحاج ميرغني عبد الرحمن، والدكتور “حسن هلال” و”طه علي البشير” والمحامي “بابكر عبد الرحمن” والمحامي “هشام الزين” والمهندس “يوسف محمد زين” والأستاذ “سيد هارون” وصولاً إلى شباب وكوادر وفعاليات جميع مكونات الاتحاديين بدون فرز وإقصاء)، بل يسعى “البصير” إلى التلاقح مع جميع مبادرات التوحيد في فضاءات الاتحاديين على رأسها مبادرة “الشريف عبد الله الهندي” ومبادرة “معاوية إبراهيم حمد” وغيرها من المبادرات.
من الواضح أن مبادرة “صلاح البصير” ربما يكون لها نكهة غير مسبوقة في إيقاعات الاتحاديين، حيث لم يكشف الرجل عن المكنونات وعمق جبل الجليد فهو يراهن على الدقة والمهارة لتكون البلسم في ظل الصندوق المغلق.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية