ربع مقال

العسكري والتغيير.. الحُب بعد الزواج

د. خالد حسن لقمان

.. بالتأكيد لن يكون من السهل على طرفي اتفاق التراضي الذي تحقق أمس الأول بين المجلس العسكري وقوى الحُرية والتغيير، الوصول إلى حالة من الثقة المتبادلة على الوجه المثالي الذي يتحدث عنه البعض، إلا أن المقدار المطلوب من هذه الثقة على يسره وضعفه مطلوب الآن بشدة كما أنه مطلوب على وجه السرعة لابتهال المرحلة الانتقالية الجديدة على أرضية ضامنة ومحققة لتفاهم يسمح على الأقل بالتعاون الإيجابي المسؤول خاصة وأن الفترة الابتدائية من هذه الفترة والتي حددت بستة أشهر ستعمل على ملف السلام الذي هو بالتأكيد الأهم والأخطر بين ملفات الفترة الانتقالية، وهذا الملف بالتحديد يحتاج لأن تكون أيدي الطرفين متحدة على فعل واحد بمثل ما يحتاج لأن يكون عقل ومنطق الطرفين على وجه متجانس ومتعاضد وحيث إن للعسكريين الخبرة التاريخية في صراعهم مع هذه الحركات والتجربة الميدانية معهم، فإن ذلك يؤهلهم لقيادة هذه الفترة، وهو فيما يبدو ما تحسب له اتفاق الطرفين عليه فإن من أوجب واجبات قوى الحُرية والتغيير كشريك أصيل تعظيم هذا الدور التاريخي للعسكريين في هذا الملف تحديداً مع تقديم كافة أوجه التعاون لهم ليعبروا بالبلاد هذا الملف الهام والخطير والذي أقعد بقدرات البلاد سنوات طويلة، وهذه الفترة بالتحديد (فترة معالجة ملف السلام) وعبر طبيعة معطياتها الوطنية يمكن أن تكون هي المستنفرة للجهد والإحساس الوطني الرفيع الذي يصنع تلك الثقة التي نتحدث عنها هنا بمعنى آخر أن على الجانبين الانتباه إلى أن الفترة الأولى هذه بطبيعتها هي التي يمكن أن توجد بينهما الثقة المتبادلة التي تؤهلهما معاً لإكمال الطريق إلى المرحلة الانتخابية بنجاح ودون أية مفاجآت غير سارة..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية