الأجندة الخفية لخاطفي ثورة الشباب الفتية، ظنوا وفق حساباتهم أن سقوط نظام الإنقاذ يعني تفتت الجيش تلقائيا أو بتدابير مصنوعة ومعدة داخل الأجندة، فجيش السودان يمثل (المتراس العصي) الذي تكسرت عليه كل الحروب والمؤامرات الخارجية والداخلية ليبقي فينا (رمزاً حياً) لحرية الإرادة وكامل السيادة الوطنية، ومن عجب ألا تشفع للجيش عند هؤلاء كل مواقفه التأريخية في الانتصار للثورات الشعبية ورعاية استقرار الوطن وآخر (العناقيد العذبة) انحيازه لثورة الشباب… وبجانبه الدعم السريع والأجهزة الأمنية…
الدعم السريع وجد عند حملة الأجندة، (حفاوة طاغية) في بدايات الثورة ورأوا فيه (البديل الأنسب) لكافة منظومة الجيش والأمن، لكنهم سرعان ما انقلبوا عليه بعد أن اكتشفوا أن “حميدتي” وقواته فصيل لأجل السودان وشعبه ولا مجال أبداً لأن يكون (مطية) لأجندة تحمل في أحشائها دمار وطن وشعب، ولهذا وضعوه في مرمى (الدعاية المضادة) ونسجوا حوله كل ما هو ممكن من شائعات وإساءات وشتائم ولعنات واتهامات بلا أسانيد!!
يتهمون الدعم السريع بقتل المتظاهرين ولا ينتظرون نتائج التحقيقات التي ستكشف (المجرم القاتل الحقيقي)، وهم عايشوا بأنفسهم (الاعتداءات المتكررة) على الدعم السريع والاستيلاء على سياراته وتفكيكها وسقوط قتلى وجرحى بين صفوفه، ومع ذلك ظلت قوات الدعم السريع كما عهدناها، (عيناً ساهرة) على أمن الوطن وسلامة المواطنين، ولم تمنعها (الاستفزازات) من توفير الحماية للمعتصمين والمتظاهرين، وحراسة المؤسسات العامة والخاصة ومراقبة كل مناطق العاصمة لمنع الجريمة والفوضى…لكن ذلك (الدور الوطني) الرائد للدعم السريع، لم يعجب أصحاب الأجندة الخفية، فهم يبحثون عن (فوضى خلاقة) يمررون عبرها مخططاتهم فنتحول لوطن غارق في الموت والدم والخراب، على نسق ما يجري في دول عربية معروفة، وهذا لن يحصلوا عليه في ظل وجود (فصيل مقاتل شرس) مثل قوات الدعم السريع، وعليه لابد من شن حرب معنوية ضده، ودمغه بالقتل ووصفه بالهمجية وتحقير قيادته وتبخيسها!!
لن تتوقف حربهم هذه ضد الدعم السريع، الذي هزم جحافل التمرد في مناطق القتال، والآن يضطلع بدور (الفصيل القوي) ضمن جيش السودان فيتسع (التأريخ الخصب) لجيشنا الأبي ويظل عصياً على كل المؤامرات والأجندة السوداء!!
(2)
الخروج الآمن المرجو!!
كل سوداني غيور على وطنه، يرجو من الله بكامل الرجاء أن تخرج القوى السياسية المختلفة ومكونات الثورة (بتوافق وطني)، تبرأ به النفوس من الشحناء والبغضاء وجرم الكراهية وضياع وقت البلد والشعب في التظاهرات والغبن والإحباطات، فالوقت ليس في صالح الجميع و(الاستهداف الخارجي) على الأبواب والمعايش تطحن المواطنين واليأس بدأ يدب في النفوس، فالحل أيها الجمع السياسي والعسكري بين أياديكم وسهل التنفيذ، فخذوه واعملوه ومن أدمن الرفض والخصام والبقاء في نقطة التصعيد، فتجاوزوه وامشوا للأمام واتركوا لصناديق الانتخابات لتحكم على الجميع وتأتي لنا بمن يستحق أن يحكمنا!!