عز الكلام

الحساب ولد!!

أم وضاح

فجرت القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي “إشراقة سيد محمود” ومن خلال برنامج رفع الستار على قناة الخرطوم أمس الأول، قنابل من الوزن التقيل، متهمة قوى الحرية والتغيير بالمسؤولية السياسية في فض الاعتصام الذي تم في شهر رمضان، وقالت إن هذه القوى حشدت الشباب في ساحة الاعتصام وتركتهم لمصيرهم رغم الاحتقان الذي كان العنوان الأبرز للمشهد، وقالت “إشراقة” إن قوى الحرية والتغيير حاولت ومن غير وجه حق، أن تقصي الجميع وتستفرد بالحكم في شمولية غير مسبوقة، مؤكدة أنهم كحزب سبقوا الجميع في تقديم مذكرة للقوات المسلحة في ديسمبر، طالبوها فيها بالانحياز للشعب والانقلاب على حكم “البشير”، لكن برأيي أن أخطر ما صرحت به “إشراقة” في هذه الحلقة، أن حزبهم في طريقه لتقديم أربعة من القيادات الكبيرة به للمحاكمات، لأنهم أفسدوا العمل السياسي وكانوا شريكاء في حكم الإنقاذ، واستفادوا من هذه الشراكة لأنفسهم ولذواتهم، وأنهم يستحقون التقديم للعدالة شأنهم شأن قيادات المؤتمر الوطني من المفسدين، وذكرت بالاسم السيد “جلال الدقير” والدكتور “أحمد بلال”، ولعل “إشراقة” بهذا الحديث عن محاكمات قيادات حزبها تفتح ملفاً مهماً ومطلبياً بضرورة أن تثور كثير من قواعد الأحزاب على قيادات ظلت تكتم على أنفاس أحزابها بمبدأ السمع والطاعة الذي تسبب في تخشب وتيبس العمل الحزبي السوداني، لنظل ندور في فلك الأحزاب الطائفية والعائلية والأسرية، وهي أحزاب غير قادرة للأسف، على ترسيخ مبادئ الديمقراطية داخل أحزابها، فكيف ستجعل هذه الديمقراطية منهج حكم ودستور دولة.
وخلوني أقول إن فترة الإنقاذ هذه شهدنا فيها العجب وقد قام حزب المؤتمر الوطني بأكبر عملية خراب للممارسة الحزبية مستغلا (وما في زول بلوموهم)، جشع وطمع ونهم بعض القيادات الحزبية التي جعلت أحزابها مجرد ترلة قاطرها قندران المؤتمر الوطني، ليفقد الشارع السوداني الثقة في أحزابه ويصمها بالانتهازية والوصولية وسعيها الحثيث نحو مكتسبات شخصية معطونة بالأنا والأنانية، وكانت النتيجة أنهم باعوا القضية وتركوا المؤتمر الوطني ينفرد بالساحة ليبيع ويشتري فيهم كما يشاء، والآن وللأسف الشديد تحاول ذات الأحزاب لعب ذات الدور بدون حياء لتبيع بضاعتها البايرة للمجلس العسكري وتركب الموجة الجديدة، لكن هيهات والشعب الذي اقتلع حكم “البشير” لن تفوت عليه مثل هذه الألاعيب وستظل عيونه مفتوحة لمن يحاولون سرقة ثورته بعد أن خرجوا من الباب وهم الآن يسعون للعودة من خلال الشباك كما اللصوص الذين يجيدون التسلل وسرقة الأشياء الثمينة في غفلة أهل البيت وانشغالهم، وهي مسؤولية المجلس العسكري نفسه حتى لا يدنس انحيازه الصادق للثورة بأي شراكات مشكوك في أصحابها من الذين خربوا ودمروا وأساءوا للمشهد السياسي وجعلوه مزاداً مفتوحاً لمن يدفع أكثر.
} كلمة عزيزة
لا أدري لماذا يعتقد بعض الذين استفادوا من نظام الإنقاذ وأثروا وتملكوا، أننا نملك ذواكر سمك وهم يحاولون الذوبان في الحراك الثوري وإيجاد مقاعد جديدة لهم، ياخي أختشوا وانزووا واحمدوا الله أن هذا الشعب مسامح ويسمح لكم بتنفس ذات الهواء معه.
} كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية