على الرغم من الإمكانيات العالية التي تتوفر للسودان، إلا أن الدولة تعجز في تقديم النذر اليسير من المال لإبراز الوجه المشرق خاصة وأن البلاد تتمتع بطبيعة خلابة في كل الأرجاء، لذا فقد نجح الأستاذ “سيف الدين حسن” ومن خلال جهده البسيط استطاع أن يقدم لوحة رائعة للسودان سرقت لُبّ كل المشاهدين والمتابعين عبر شاشاته بالأفلام الوثائقية. (أرض السمر) عمل متكامل وجهد خاص يحمد للأستاذ “سيف” وكل الذين قاموا برعايته. و(أرض السمر) ربما ترجم إلى عدد من اللغات ففيه تصوير بديع يعكس الوجه المشرق للسودان حتى التنقل من منطقة إلى أخرى من دارفور أو الشمالية أو كردفان، فيه سحر بديع للطبيعة وفيه تصوير للأماكن بدقة، فالأفلام الوثائقية يعتمد عليها العالم الآن، ولو لاحظنا أن الأوربيين ينفقون ملايين الدولارات لتصوير أفلام وثائقية في القارة السمراء فلو التفتت الدولة إلى أهمية تلك الأفلام لخصصت من ميزانيتها في تلك الأفلام، فـ(أرض السمر) جزء من العمل الكبير الذي قام به الأستاذ “سيف الدين” ومجموعته عن السودان وفاز الفيلم بعدد من الجوائز تحسب للسودان أولاً قبل أن تحسب للأخ “سيف” فقد شدّني العمل حينما عرض لأول مرة بإحدى القاعات بالخرطوم قبل أن ينال جائزته العالمية الأولى والثانية؛ فالرعاة الذين قاموا برعاية العمل إن كان على مستوى البنوك أو الشركات أو المؤسسات الأخرى، يعلمون ما هي الفائدة التي يجنيها الوطن من ذلك، لذلك لم يضيّعوا فلوسهم، بل وضعوها في عمل ستذكره الأجيال الحالية واللاحقة، ويذكره كل العالم الذي لا يعرف شيئاً عن دولة اسمها السودان تقع في القارة السمراء يبلغ تعداد سكانها أربعين مليون نسمة، وكانت أرضه تبلغ مليون ميل مربع قبل أن يتم الانفصال للدولة الأم، فالسودان بإمكانه أن ينتج كل عام أكثر من فيلم وثائقي في كافة المجالات ويمكن أن يحدث ضجة في العالم خاصة وأن السودان ما زال مجهولاً لدى الكثير من سكان العالم، فالأمل الوحيد لإبرازه هوتقديمه للعالم بالصورة التي قدم بها الأستاذ “سيف” (أرض السمر) ويمكن أن يتم إنتاج العديد من الأعمال في دارفور أو الشمالية أو الوسط، فلو استطاع الأخ “سيف” أن ينتج فيلماً وثائقياً عن العادات والتقاليد مثل عادات الزواج بكل طقوسها من الخطبة مروراً بمقابلة أهل العروس ثم فطور العريس ثم الشيلة فأيام الفرح حتى رقيص العروس وبخ اللبن وكل العادات المستخدمة في طقوس الزواج، فهذا الفيلم سوف يحدث ضجّة في العالم ويمكن أن يباع بملايين الدولارات في العالم. كرة القدم السودانية يمكن أن تكون فيلماً لوحدها منذ أيام “جكسا” و”قاقرين” و”ماماو” و”أمين زكي” و”ود الديم” و”حبشي” وغيرهم من أفزاز الكرة السودانية ،ثم المشاركات في البطولة الأفريقية وكأس 1970. السودان غنيّ بالعديد من الأعمال الوثائقية التي تضيف إلى أرض السمر الجديد من الأعمال التي تبرز الوجه المشرق للسودان، الآن هناك قنوات خاصة بالأفلام الوثائقية.. ففي قناة الجزيرة برنامج خاص بتلك الأفلام وله نسبة مشاهدة عالية جداً من مشاهدي تلك القنوات، لذا فعلى الدولة أن ترعى المنتجين من أمثال الأستاذ “سيف الدين” والكوكبة التي تقوم بمثل تلك الأعمال، فدعونا من الحروب والصراعات السياسية التي لم تقدم إلا العمل السيئ فادعموا ناس “سيف” وغيرهم من المبدعين الذين يقدمون أعمالاً تبرز الوجه المشرق والمشرف للسودان.