بالواضح

خبأ بريق شعارات الفتنة والإقصاء!!

فتح الرحمن النحاس

 

*انخفض منسوب الحماس لقوى الحرية والتغيير في أوساط الغالبية العظمى من شعب السودان، وخان الذكاء من ظنوا إثماً أنهم حظوا بوراثة هذا (الوطن الكبير)، فطفقوا يتسارعون نحو طرح (بدائل سياسية) ارتدت عليهم أشواكاً مدببة حادة أنغرست في كيانهم فما أتت على شبر فيه إلا وقد أدمته، وكان من هتفوا وراء الكيان يأملون أن يكون (إضافة جديدة) لديمقراطية كاملة الدسم توفر لكل مواطن سوداني حقه في العيش فوق تراب وطنه (حراً كامل الإرادة) ومشاركاً بلا عوائق في حكمه ونهضته واستقراره… لكن كان للإحساس (بزهو الانتصار)، انعكاسه القاتل على من نادوا بالإقصاء وتبنوا منهج الكراهية العقيم وتطاول بعضهم بسوء الأدب على الله جل وعلا وعلى القرآن الكريم وعلى الإسلام والمسلمين وعلى موروث تقاليدنا السمحة، ثم يجيء (التطرف الأعمى) في العداء للإسلاميين ودعوات دوسهم وسلخهم وطمر وجودهم بالعلمانية غريبة الشكل والمضمون…
لقد سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بحقد عظيم، فكانت ردة الفعل (اصطفاف) التيار الوطني الإسلامي العريض في وجه الكيان الإقصائي الذي تفاجأ (بالحقيقة الغائبة) عنه واكتشف أن الكثرة الغالبة من الشعب ليست معه وأن ما عنده (عجلاً جسداً له خوار) مصيره أن يحترق فينسف في اليمّ نسفاً!!
قلنا من قبل إن تعداد الإسلاميين في السودان يصل في أقل الإحصائيات إلى (7) ملايين عضو إضافة للمتعاطفين معهم لترتفع حاضنتهم الشعبية إلى ما يصل إلى الـ(10) ملايين، فهل يمكن لهذا الكم المليوني أن يحني رأسه ويستسلم للهزيمة؟! …ألم تتحقق نبوءة القيادي الجنوبي “فرانسيس دينق” حينما حذر التجمع المعارض في القاهرة قبل سنوات مضت، من دعوات عزل الإسلاميين ليتجنب تحولهم لمعارضة شرسة ضده ستفشل سلطته إن وصل للحكم؟!…من المؤكد أن بعض منسوبي كيان الحرية والتغيير لن يفهموا أن إعطاء الحكم ونزعه إرادة ربانية، ولو كان لمن يحكم ما يشاء، لما سقط النظام السابق، لكن مشيئة الله هي الغالبة ومشيئة البشر ذاهبة، فهل يتعظ دعاة الإقصاء قبل أن تهب عليهم الريح العقيم، وقد بدأت مقدماتها بالفعل؟!.
*نقول لمن هم في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، لن يجد نفعاً إنزال جداول المظاهرات الليلية أو النهارية، ولن تأتي وقفات الاحتجاجات الخارجية وتحريض الدول والمنظمات المشبوهة بحلول يرجونها، فالحلول هنا في الخرطوم سودانية اللون والطعم، فمن الأفضل لهم ولشعبهم ووطنهم أن يتفقوا على حكومة (التكنوقراط المدنية) وسيادة المجلس العسكري الكاملة، دون حاجة لمجلس نيابي بالتعيين سيكون خاملاً لا قيمة له….ثم عليهم أن يرتبوا أنفسهم للانتخابات القادمة التي سيقرر فيها الشعب من يحكمه، فهذا هو المحك والاختبار الحقيقي للأوزان الشعبية، أما الإصرار على البقاء في المنطقة الحالية، فلا يعني غير ضياع الوقت ثم التلاشي في ذاكرة الشعب وهذا بدأ يحدث بالفعل!!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية