عز الكلام

تلفزيون السودان أخجلوا واختشوا !!

أم وضاح

قدم تلفزيون السودان أمس، تقريراً عجيباً غريباً، اتخذ من خلاله موقفاً معادياً لقوى الحرية والتغيير، وألهب ضهر الباشمهندس “عمر الدقير” رئيس حزب المؤتمر السوداني، بسياط النقد ووصمه بالعمالة، واستعرض مقابلاته لبعض رؤساء البعثات الدبلوماسية عقب خروجه من المعتقل، واتخذها دليل اتهام على عمالة الرجل وارتزاقه، وهذا لعمري موقف غريب اتخذته هذه الفضائية (المدروشة) الفاقدة للبوصلة والاتزان، وهو موقف مفاجئ لا يتفق مع الانقلاب المخجل الذي مارسته أيام الثورة الأولى وهي تفتح استوديوهاتها بشكل مضحك ومستفز لقوى اليسار، وكأن الثورة صنعها اليسار وحرك قاطرتها، وتبرأت بشكل فج عن التيار الإسلامي الذي كانت تتخذه عقيدة وشعاراً وأسلوب حياة، وقد ظلت طوال ثلاثين عاماً تسبِّح صباح مساء بحمد الإنقاذ وشعاراتها الإسلامية التي رفعتها.
ومصدر الدهشة أن الفضائية التي يفترض أنها قومية تعيد إنتاج ذات الأخطاء وهي تنحاز بشكل مخجل للمجلس العسكري وتبني متاريس بينها والشارع السوداني، وتضِّيع على نفسها فرصة بأن تعيد الثقة بينها والمواطن السوداني الذي تغاضت عن مشاكله وأزماته، وظلت في وادٍ وهو في وادٍ تاني، وهو ما يؤكد أن هذه الفضائية بلا ثوابت ولا مبادئ ولا فكر، ولا تحمل أي قناعات راسخة بضرورة أن تلعب في هذه المرحلة دوراً وطنياً قومياً محترماً، لا أن تصبح مجرد وتر نشاز يعزف لحناً اشتر لا تتقبله آذان المشاهدين والمستمعين الذين مؤكد أنهم تفاجأوا (زي حلاتي) بهذا التقرير المنحاز الذي يفتقد لأبسط أبجديات المهنية والعدالة، ولأن المشهد السياسي لا يحتمل غبائن وضغائن يجب أن تخرج الفضائية السودانية من عباءة الانحياز لطرف دون الآخر، وهذا لن يحدث طالما أنها تقودها ذات العقول التي ظلت مجبصة ومتيبسة ولا تجيد إلا قول نعم للمؤتمر الوطني بطريقة (لا أرى لا أسمع لا أتكلم)، فكسبت سخط المواطن وفر منها المشاهد إلى قنوات أخرى يبحث عن المصداقية والشفافية، وهو دور كان يفترض أن تلعبه بتوازن وحرفنة بدلاً عن الانحياز الأعمى للمجلس العسكري، وهي ليست قناة خاصة لجهة من الجهات، بل هي قناة قومية ملك للشعب السوداني الذي أظهرته في تقريرها البايخ أنه ينفذ أجندة خارجية وكأنه لا يملك قراره وإرادته، وبالتالي ما يحدث في تلفزيون السودان عيب وفضيحة وأسلوب لا يتناسب مع جهاز يفترض أنه اكتسب استقلاليته وحياديته وقوميته من ثورة اقتلعت المفاهيم القديمة التي حولته إلى مجرد نافذة إعلامية للمؤتمر الوطني، والآن يعيد ذات الدور لكن مع المجلس العسكري، وهو أسلوب لن يكسب المجلس إلا مزيداً من عدم الرضا والقبول، وتظل هذه الفضائية شوكة في حلق الإجماع الوطني لتزرع الفتنة والكراهية بالانحياز لطرف دون الآخر وهي تمارس عدم العقلانية في طرح نفسها حليفاً إعلامياً بلا مبرر للمجلس، وتطعن في قوى الحرية والتغيير التي وإن اختلفنا معها، فلن نختلف في أنها لعبت دوراً مشهوداً ومميزاً في هذه الثورة المباركة، فيا ناس تلفزيون السودان أختشوا والعبوا دوراً إعلامياً وطنياً مسؤولاً والتاريخ لا يرحم.
}كلمة أعز
ليس هناك مفر ولا حل سوى عودة المجلس العسكري وقوى الحرية إلى طاولة المفاوضات، بالله عليكم تذكروا دماء الشهداء الغالية التي سالت ليعيش هذا الوطن شامخا عالياً أبياً.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية