عز الكلام

لا أعلم من باع الوطن لكني رأيت من دفع الثمن !!

أم وضاح

الذين رماهم حظهم العاسر أن يستمعوا ويشاهدوا (اللايف) الذي بثته إحدى الناشطات السياسيات وهي طبيبة مقيمة في أستراليا على ما أعتقد سيدركون بلا شك حجم الوكسة والنكسة والشرك الذي وقع فيه شعب السودان العظيم، والطبيبة تحدثت بصراحة وجرأة وحرقة قلب عن سرقة الأموال التي جمعت ووجهت في الخارج تضامناً ودعمت للحراك الثوري، بل إنها اتهمت أشخاصاً بالاسم ووصفتهم بأنهم حرامية سرقوا الأموال التي خصصت لإنجاح العصيان المدني، وقالت إن أحد الذين يدعون الثوريه قد حوّل مبلغ (١٤) ألف دولار لمصلحته الخاصة وادعى أنه قد صرفها فول (وكافيار) أقصد (وطعمية) للشباب المعتصمين. وقالت الشابة التي تملكها الغضب والسخط إنه من غير المعقول أن يدعي أحد أنه قد صرف مبلغ مليون دولار لعلاج أحد المصابين من الثوار في الهند أو روسيا، واتهمت صراحة المستلمين لهذه الأموال بسرقتها وطالبت المتبرعين بالأموال ألا يحولوها لأشخاص خارج السودان، وأنهم يجب أن يستوثقوا من وصولها مباشره للفئات والشرائح المعنية بها، ولعل الذي حيرني وأدهشني أكثر أن أحد الذين يدعون الثورية (وفالقنا) شعارات وكواريك وحديث عن المثالية ومصلحة الشعب السوداني تداخل معها في (اللايف) ليدافع عن نفسه لكن السيدة أصرت أن تصفه بأنه حرامي (وعمل رائح ما سامع) وظل يمارس اللف والدوران دون أن يبرئ التجمع الذي ينتسب إليه. وبالمناسبة ليست هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن المتاجرة من قبل معارضين بالثورة والثوار، وقبل فترة تحدث إعلامي معروف مقيم بالخارج في إحدى قروبات الواتساب عن جمعهم لأموال لدعم الثورة وتصدت له إحدى الكنداكات بأنهم لم يستلموا قرشاً واحداً نظير حراكهم، وطلبت منه أن يمشوا يشوفو (قروشم) مشت وين ؟؟ ليتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الشعب المغلوب على أمره ما عارف يلقاها من وين ولا من وين، وهذا المزاد مضروب عليه والجرس صوته عالي من غير أن يعلم رغم أنه يعيش أحلك وأصعب المواقف التي يمر بها لينتهز أمثال هؤلاء الفرصة للتربح على حساب أزماته وقضاياه المتشابكة ويظل الشباب الحالم بالعدالة والحرية تباع له الشعارات الجوفاء ويدفعه هؤلاء إلى صفوف المقدمة ليحصدهم الرصاص ويلفّهم جناح الموت الأسود و(كدي قولوا لي اسم واحد) من الذين كرّهونا التلفزيونات وضيقوا علينا فرص النجاة بإيجاد طريق للحل قولوا لي (اسم واحد) فيهم كان مشاركاً الشباب الأخضر ميدان الاعتصام ليلة فضه المؤلمة، وقد فضحهم فض الاعتصام صباحاً باكراً وكان واضحاً أن هذه القيادات جميعهم نائمون في بيوتهم وعلى أسرّتهم الوثيرة والشباب الغض يفترش الأرض ويلتحف السماء لذلك لا بد لشبابنا أن يزيل النضارة السوداء من على عيونه ويبدأ في تأمل وتدبر الموقف والمشهد وفرز الكيمان ليعرف الذين غشوه واستغلوه وجعلوه حذاء (وهو والله أشرف وأنبل من ذلك) داسوا به النيران وعندما عبروها خلعوه باحثين عن مصالحهم وأطماعهم ويا لهف قلبي على وطني الذي ينطبق عليه قول “محمد درويش” (لا أعلم من باع الوطن لكني رأيت من دفع الثمن ) الله غالب
كلمة عزيزة
رغم ضبابية المشهد وصعوبة الامتحان ثقتي في الله كبيرة وفي شعبنا العظيم أن نجتاز المحنة ونمنح العالم درساً جديداً في التاريخ كالمعتاد.
كلمة أعز
اللهم احمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية