ربع مقال

حكومة تصريف الأعمال .. من بالداخل ومن في الخارج .. ؟

د. خالد حسن لقمان

.. الآن وقد مضى المجلس العسكري تجاه خياره بتشكيل حكومة تصريف أعمال لتسعة أشهر تعمل خلالها لتهيئة الأجواء والمناخ السياسي للانتخابات العامة المباشرة وذلك في أعقاب وصول العلاقة بينه وبين قوى الحرية والتغيير إلى طريق مسدود .. تبدو الساحة السياسية في حالة ترقب حذر لخطوة على الأرض من قبل المجلس العسكري يتم عبرها تشكيل حكومة تصريف الأعمال المنتظرة و التي أعلن عنها المجلس العسكري في قراره السابق .. والسؤال المطروح تجاه ذلك يتمحور حول كيف سيتم إخراج هذه الخطوة وكيف ستبنى كاتفاق بين العناصر التي ستشارك فيها وما هي هذه العناصر التي ستشارك في هذه الحكومة المرتقبة .. ؟ .. لتفكيك هذا التساؤل نجد أن أي احتمالات لوجود قوى الحرية والتغيير في الحكومة القادمة ستنحصر في أحد أمرين لا ثالث لهما؛ الأول أن تتم هذه المشاركة وفق تنازل كبير من هذه القوى تقبل عبرها بتحفظات المجلس العسكري على نقاط جوهرية أعلنت رفضها لها سابقاً من ضمنها مشاركة وتمثيل الجميع في الحكومة الانتقالية بما يستوعب كافة الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، بجانب قوى الحرية والتغيير. أما الاحتمال الثاني لمشاركة قوى الحرية والتغيير فهو الذي سيتم عبر ما يجري الآن من انشقاق بنيوي وسط هذه القوى وهو الذي يتوقع أن يحدث من قبل مجموعة نداء السودان وحزب الأمة القومي .. وإن بدا هذا الاتجاه بحظوظ كبيرة إلا أن عدم حدوثه لن يثني فيما يبدو المجلس العسكري عن إنفاذ ما أعلنه بتشكيل حكومة تصريف أعمال على نحو فوري وسريع نتيجة لما يستشعره الآن من خطورة باستمرار الفراغ السياسي والتنفيذي في الدولة مع تكاثر وتزايد الجهات الخارجية التي بدأت تدخل كلتا يديها في الشأن السوداني وهو ما يعني إسراع المجلس العسكري لتشكيل الحكومة علي أي وجه كان خاصة وقد بدأت ملامح ذلك تتضح من خلال الحركة الواسعة لنائب المجلس الفريق “محمد حمدان دقلو – حميدتي” – عبر تواصله مع القيادات المجتمعية والمهنية ودعوته المتكررة للأحزاب العريقة للمشاركة في حكومة تصريف الأعمال انطلاقاً من مسئوليتها التاريخية تجاه ذلك كما ظل يكرر الرجل خلال الأيام الماضية .. ولكن يبقى السؤال الأهم في ذلك وهو الذي يقول كيف ستفهم الجهات المتوقع مشاركتها في حكومة تصريف الأعمال طبيعة مشاركتها تلك في الحكومة المرتقبة ..؟ .. هل ستفهم هذه المشاركة فقط من خلال إشارتها وترشيحها لعناصر وطنية تنفيذية ذات كفاءات حقيقية دون –حتى- أن تكون لها صلة ما بها أم أنها ستنظر إلى ذلك من شق الباب القديم الضيق فتبحث ولو عبر التحايل و(التذاكي) لشيء من المحاصصة نظير قبول مشاركتها في الحكومة الانتقالية .. ؟ .. سؤال يجب على هذه الجهات المتوقع مشاركتها النظر إليه بنضج ومسئولية خاصة وأن حظها سيكون الأوفر في التأثير على توجهات ومعالجات وقرارات حكومة تصريف الأعمال عبر ما ستجده (بقربها) من دعم واهتمام من قبل المجلس العسكري الذي سيمثل شريكها في المرحلة الانتقالية وبالتالي حليفها الحريص على تحقيق نجاح المرحلة وعبورها بمهامها إلى بر الأمان ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية