1
تغيبت عن أحداث الساحة السياسية ليومين وأول ما تفتق عليه بصري صباح أمس كان عبر أخبار وعناوين الصحف وشدني من بينها تأكيد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان دقلو” رغبة المجلس في تكوين حكومة كفاءات سريعة لإدارة شؤون البلاد فأراحني الخبر إلى حد، لأن البلاد الآن بلا حكومة مستقرة، وكونها ستكون تكنوقراط فهنا الجميع وما سعت إليه (قحت) طوال حراكها السابق هذا طبعاً قبيل أن أخوض في التفاصيل لكن وبعد أن التهمتها بسرعة شعرت بعسر في الفهم فقد تكررت الإدارة الأهلية.
2
مراراً في الخبر على خلفية لقائه ومخاطبته لسبعة آلاف منهم في أرض المعارض ببري ولم ينكر أن واحدة من أسباب هذا اللقاء هو طلب (الفزع) بهم وبدورهم لم يخذلوه فتوافد إليه نحو سبعة آلاف منهم. قلت إن ثمة عسر اعترض فهمي واستيعابي للتفاصيل التي يدور محورها عن رجال الإدارة الأهلية ودورهم في تكوين حكومة التكنوقراط إلى جانب الأحزاب السياسية العريقة حيث أنني لم أفهم هل هذه الإدارات يقتصر دورها على المشورة فقط في كيفية اختيار الكفاءات كل بما يلائمه بحسب تخصصه الدراسي الكبير مع الخبرات المتراكمة؟ أم هم الذين ستتشكل من بينهم الحكومة لأن سياق الخبر يؤكد ضرورة إعادة السلطة للإدارة الأهلية بعد تنظيمها؟.
3
فإن كان الأول فـ(خيييير) وبركة فهذا هو المنشود كما أسلفت أن تم الاختيار فعلياً لكفاءات حقيقية ومستقلة بلا محاصصات أو انتماءات كما حدث في آخر حكومة للنظام السابق، وفي هذه الحالة لا أدري كيفية اختيار رجال الإدارة الأهلية لهؤلاء اللهم إلا من خلال تمحيصهم لشباب ورجال أكفاء من لدن المناطق التي يشرفون عليها بالسودان أجمع سيما أنه وبحسب المجلس العسكري عبر ذات اللقاء أنهم يريدون حلاً سودانياً خالصاً وهو لعمري أجمل ما قيل في مجمل ذاك اللقاء والحديث.
4
وإن عرضنا للجزئية الثانية من تساؤلي والخاصة بأن يتولى رجال الإدارة الأهلية أو يشاركوا في الحكم، فرأيي هنا أن لا أحد ينكر دور الإدارة الأهلية سيما في بعض ولايات دارفور ووساطتهم لحقن الدماء وإعادة السيطرة والأوضاع إلى نصابها وأمنها عندما استعانت بهم قوات الدعم السريع في هذا الأمر، ومن المؤكد أن لهم إسهامات في طي الكثير من إشكالات القبائل بكل ولايات السودان بفضل حكمتهم وحصافتهم وبصيرتهم المتقدة.
5
لكن أن يدير هؤلاء قبيلة فوارد جداً، لكن الأمر مجافٍ ولا يتسق البتة في إدارة وحكم بلد كامل مترامي الأطراف يحتاج لعقول فولاذية مدبرة للخروج به من وهدته الحالية، عقول مصقولة بالخبرة كما أسلفت مع احترامنا لبصيرة وحكمة أهلنا من رجال الإدارة مع أهميتهم في السيطرة على القبائل بالسودان وهو ليس بالأمر الهين.
(6)
يتردد كثيراً أن الانتهاكات والسرقات وقطع الطرق تحدث من قبل أفراد الدعم السريع بدليل نفي ذلك مراراً من قبل قائدها بينما هنالك تبريرات بأنهم ربما جهات استخباراتية لديها أهداف بعينها. وهذه ليست المرة الأولى فقد كان هنالك لغط من ذي قبل عن أن هنالك جهات أمنية سارت الأقاويل والاتهامات من أنهم أفراد يتبعون للشرطة وآخرين دعم سريع يقومون بحلاقة رؤوس الشباب ما دعا الجهتين وقتها لمؤتمر صحفي نفتا خلاله ما تردد وأعلنتا تبرؤهما من الفعل..
7
في كل الحالات فإن سبب إلصاق هذه التهم كون هؤلاء الأشخاص يتزيّؤون بلباس هذه الجهات. وعليه وطالما أن هؤلاء ليسوا بأفراد نظامية من أين حصلوا على هذا اللباس؟ عرفت أن هنالك شركات مصنعة له لكن هل هذه الشركات تبيعه في سوق الله أكبر بحيث يشتريه (الغاشي والماشي)؟ ولم لا تقنّن الجهات العليا لهذه القوات كيفية امتلاك وصرف أو شراء هذه البدل حتى لا تطالها الشبهات إن صح ذلك فعلياً؟!