جرس انذار

منظمة بت مكلي.. السلاح العصري لمكافحة المخدرات

بقلم - عادل عبده

منظمة “بت مكلي” حازت على مسوغات الانبهار والإعجاب في تبني السياسات الواعية والمنهج العصري الحديث في محاربة آفة المخدرات بكل أنواعها وألوانها على الصعيد المحلي وشبكات التهريب، فقد منحت “بت مكلي” قضايا المخدرات الملتهبة والكارثية بألقها وخطورتها على الإيقاعات الحياتية العالمية بعداً واضحاً ومتخصصاً لا تقابله أي اهتمامات أولويات أخرى.. الحرب الضروس التي أطلقتها منظمة “بت مكلي” على المخدرات لم تكن على نمط تقليدي، ولم تكن معركة مناورات وقتية، بل ارتكزت على تنوع الأسلحة والمبادرات والبرامج والإستراتيجيات في إطار تحقيق اقتلاع هذا الداء الاجتماعي والنفسي المدمر من الجذور.
ها هي “بت مكلي” تمد يد العون والتنسيق المشترك مع الجامعات والمعاهد والإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومنظمة “عبد العال إدريس” و”ربيع الخير” وجمعية الإرشاد الأسري من أجل توصيل الرسالة السامية لمحو آثار هذا الداء اللعين الذي أصاب المجتمع، وذلك من خلال إقامة الندوات الكثيفة واللقاءات المتخصصة والأفكار الموحية.. زارت منظمة “بت مكلي” مناطق زراعة المخدرات بالبلاد وعلى رأسها منطقة الردوم حيث بذلت جهداً مقدراً في ضرب الصورة الربحية لإنتاج هذه المخدرات على حساب الأضرار والبلايا التي تقع على المجتمع.. التثقيف والتوعية كانت من الأدوات الفعالة التي استخدمتها المنظمة في محاربة المخدرات، ولم تكن تثقيفاً على شاكلة الشعارات البراقة والتعابير المبسترة، فقد كان عملاً محسوساً يدق في الخلجات ويحرك الكوامن ويلامس الحنايا.. فقد كانت التوجهات، كيف يصبح الشرطي قوياً ومحصناً أمام بريق الرشوة في عالم المخدرات، وكيف تصبح الدورات التنشيطية للمعالجين نفسياً قوية بالعلم الغزير والاندياح الكامل في عالم الروحانيات.
لقد تجولت “بت مكلي” في أصقاع البلاد وقراها ومناطقها الممتدة بحثاً عن المعالجات الناجعة على الطبيعة لداء المخدرات اللعين، وكم وجدت معالم حقيقية وأسباباً واقعية لتلك الظاهرة المستفحلة، فكان لديها التشخيص السليم والطريق المرسوم حيث يبقى بعد ذلك الدور المفصلي للسلطات الحكومية في التقاط هذا المجهود الكبير وتحويله لمصلحة محاربة المخدرات.. تقود منظمة “بت ملكي” المستشارة “لبنى علي عبد الرحمن” من خلال مكتب تنفيذي مسؤول وطاقم متخصص في مجالات المجتمع المدني.
احتفائية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات سوف تقام في مقر المنظمة بالخرطوم (3) في يوم 22/ يونيو/2019م، حيث يكون الحدث كبيراً والتجمع فريداً يلهب العقول والأفئدة من خلال التصدي المسؤول والعزيمة الأكيدة في إرساء دعائم الطريق الصحيح لمكافحة داء المخدرات المدمر.
قضية المخدرات سوف تكون على منضدة المجتمع السوداني بكل زخمها المخيف فهي تحتاج إلى الوقفة الصلبة والتحرك الواعي والإمكانيات الكبيرة حتى يتسنى اجتثاث داء المخدرات الذي صار القضية المركزية المخيفة لجميع دول العالم، فكم من حكومة وكم من سلطة قررت في دساتيرها توقيع أقصى العقوبة على الفاعلين في مجال المخدرات دون أن تقدم لهم أية رحمة وإشفاق.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية