.. شيء مضحك أن يمتلئ فضاؤنا السياسي الآن بمختصرات لعدد كبير من الأحزاب والتكوينات السياسية القديم منها والحديث حتى صارت هذه المختصرات تحتاج الآن لجهة فنية ما لتنظيمها كي لا يختلط علينا الأمر بين من هم أصحاب لافتة (قحت) ومن هم (أقم) ومن هم (دشق) ومن هم (حأق) ويمكن في هذا الاستعانة بالإخوة في أسماء الأعمال ليقوموا بوضع المعايير الفنية لإجازة هذه المختصرات لأحزابنا وتكويناتها السياسية التي بلغ عددها الذي تم حصره فقط ما يزيد عن الـ(176) حزباً سياسياً .. !!!! .. ( 176) حزباً .. نحن في مقدمة دول العالم من حيث عدد الأحزاب السياسية ولا تنافسنا في ذلك سوى جمهورية (سقط لقط) الديمقراطية وجمهورية (شختك بختك) الشعبية الاشتراكية العظمى .. ولله الملك والعظمة .. يعني نحن لدينا من الأحزاب ما يكاد يصل إلى عدد قبائلنا وأصولنا ومناطقنا الجغرافية الممتدة على طول هذا البلد وعرضه.. المدهش أننا لا زلنا نسمع كل يوم بتكوين المزيد من هذه الأحزاب وهذه التكوينات التنظيمية حتى أمس الأول دشنت جبهة سياسية جديدة لمشروعها السياسي بمثل ما دشن حزب (جديد لنج) لعمله وسط حضور جماهيري (ما شاء الله) كثيف وقد تبارى من هؤلاء وهؤلاء العديد من المتحمسين لمشروعهم الجديد على نحو مدهش وكأنهم قد جاءوا بها تلك الضائعة والهاربة منا منذ (64) عاماً قضيناها نسمع من (زعيط ومعيط) ما ملأ كل (فلاشاتنا وذاكراتنا) بحديث الطير في الباقير.. هذه هي أزمتنا.. جميعنا نريد أن نحكم.. ليس بيننا من يرضى بالآخر لا حاكماً ولا حتى محكوماً معه ..!! .. البعض يقول إن سبب هذا الذي يحدث لنا أننا لا زلنا شعب (خام) من مزيج متصلب يأبى أن يفك بعضه بعضا ولم يأتنا إلى الآن من يفعل ذلك.. آخرون يقولون إننا شعب يحسد نفسه بنفسه وينسبون مقولة لعالمنا الكبير البروفيسور “عبد الله الطيب” يقول فيها: (إن هنالك أحد عشر قبيلة عربية عرفت بالحسد في الجزيرة العربية وأنه على يقين تام بأن عشرة منها قد دخلت السودان منذ وقت مبكّر بينما دخلت القبيلة الحادية عشرة منها مع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر).. لا حول ولا قوة إلا بالله.. كان كده نحن واطاتنا أصبحت.. !!