قبل أن يسقط نظام الإنقاذ تحدثنا عن الشهادات المضروبة واستحالة حصول الإنسان على درجة علمية في فترة لا تتجاوز الشهور فليس من العقل أو المنطق أن يحصل الشخص على درجة علمية (ماجستير أو دكتوراه) في زمن قياسي خاصة وأن بعض التنفيذيين وزراء أو ولاة لا يسمح وقتهم بإكمال ما عليهم من عمل تنفيذي أو اجتماعات تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل وخلال بضعة أشهر نسمع أن فلان الفلاني قد حصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه من الجامعة الفلانية بدرجة ممتاز، بالتأكيد أن الشخص الذي ادعى حصوله على تلك الدرجة العلمية الرفيعة هو يعلم تماماً أنه خدع نفسه أولاً قبل أن يخدع الآخرين فحتى ولو صدق تلك الكذبة، فالآخرون يعرفون أنه قد كذب على نفسه أولاً قبل الآخرين لذا فإن الإنقاذ ظلت تغض الطرف طوال الفترة الماضية بل ربما شجعتهم على ذلك للكسب السياسي وهي تعلم أنها تنازل أحزاباً أخرى في مرحلة من المراحل وإن تلك المرحلة تتطلب أن تكون عضويتها حاصلة على تلك الدرجات الرفيعة ولابد أن تكبر كومها، وخدع الكثيرون أنفسهم بهذه الدرجة العلمية التي لا يستحقونها فمرت الكذبة عليهم بينما لم تمر على أهل المعرفة وانكشف أمر الكثيرين حينما ذهبوا إلى الجامعات بالمملكة العربية السعودية، فأعادت عدداً منهم بحجة أن الشهادات التي نالوها لم تكن شهادات صحيحة، فتم التلاعب فيها ونشرت الصحف ذلك في وقته، إن فساد أهل الإنقاذ لم يكن السطو على المال ولكن تعدى ذلك إلى تلك الدرجات العلمية التي يكشف أمر صاحبها، فالعلم لا يسرقه أحد وإن تعدى عليه، إن طلاب الجامعات يستطيعون أن يميزوا بين الدكتور العالم والدكتور سارق الشهادة العلمية، فالإنقاذ أضرت بأولئك أكثر مما تنفعهم، لذا على المجلس الانتقالي أو الحكومة المدنية القادمة، عليهما مراجعة كل الشهادات العلمية التي حصل عليها أولئك الغشاشين .. وهناك جامعات بعينها فتحت باب الغش في الدراسات العليا ومنحت درجات علمية لغير المستحقين، وهؤلاء أضروا بطلابنا فعملوا على تخريج طلاب دون المستوى، فهناك ممن أدعوا الذهاب للدراسات العليا بالجامعات الخارجية وخلال فترة لم تتعدَ الشهور عادوا مدعين أنهم حصلوا على درجة الدكتوراه والله هؤلاء لو الفترة التي أمضوها في تلك البلاد لو امتحنوهم في اللغة فقط لن ينجحوا فيها، ناهيك من الدراسات العليا، فهل يعقل أن يذهب شخص إلى بلاد الفرنجة ويعود في ثلاثة أشهر مدعياً حصوله على الدكتوراه!!! لا أدري أمثال هؤلاء هل يغشون ويخدعون أنفسهم أم يغشون ويخدعون الآخرين؟!!، وهل هؤلاء لا يؤنبهم ضميرهم بحصولهم على تلك الدرجة الرفيعة التي لا يستحقونها، الفترة القادمة وبعد أن تستقر الأمور لابد أن تفتح الحكومة القادمة هذا الملف وكل ممن اعتلى منصباً وهو يحمل تلك الدرجة لا بد من مراجعته، صحيح ليس كل حملة تلك الدرجات العلمية الرفيعة هم من الغشاشين، ولكن الغالبية العظمى الآن أصبح حاملوها من أجل التباهي وليس من أجل العلم وتقديم الفائدة للآخرين، والله حينما كنا طلبة بكالوريوس بالقاهرة وكانت الجامعات والمؤسسات السودانية تبتعث موظفيها لنيل الدرجات العلمية (ماجستير ودكتوراه) بالجامعات المصرية كانوا ينقطعون تماماً للدراسة وأحياناً لا يصطحبون أولادهم حتى لا يشغلونهم، أما في فترة الإنقاذ الواحد وزير ووالي وسياسي وكل وقته مشغول وفجأة تسمع بأنه حصل على تلك الدرجة الرفيعة بالله كيف دي تحصل؟.