عز الكلام

فلسفة الحاج “كبيدة”!!

أم وضاح

جمعتني أمس الأول، جلسة مع الأخت مصممة الأزياء السودانية المعروفة “خلود كبيدة”، و”خلود” هذه واحدة من رائدات تصميم الثياب في السودان كانت ولا زالت من أكثرهن دقة وجمال وتميز، وأصبح اسمها ماركة تتنافس عليها صاحبات الذوق الرفيع، لكن ما لا يعرفه الكثيرون عن خلود أنها أيضاً شاعرة وكاتبة في صحيفة الخرطوم التي كانت توزع في السعودية، وقد كانت مغتربة هناك لسنوات عديدة، المهم أنني وخلود كنا نتناقش حول الأوضاع التي تمر بها بلادنا وما يجب أن يحدث من تدارك للمواقف والسياسات، وما يجب أن يقدمه السودانيون من تنازلات حتى لا تقع بلادنا في مأزق الفتن والحروب، لا سيما وأن هناك حالة من التنمر غير مسبوقة، وحالة من الترصد للآخر مخيفة، ومشاهد لأدعياء الوصاية محيرة، و”خلود” هذه بالمناسبة ابنة السيد “مبارك كبيدة” عليه الرحمة، وهو قطب حزب الأمة المعروف وأمينه العام في مدينة بورتسودان، والذي كان بمثابة حالة إنسانية وسياسية متفردة، وحكت لي “خلود” موقفاً يحكي ويعبر عن حالة الانسجام والصفاء الذي كان هو طابع العلاقة بين كل الأحزاب السودانية، حكت لي “خلود” أنه وفي عز المنافسة السياسية في الستينيات من القرن الماضي، طلب أعضاء من الحزب الشيوعي، من والدها الراحل، إقامة ندوة الحزب في منزله، لأنه مكان مناسب من حيث الفسحة والبراح والموقع، فاستجاب الحاج “كبيدة” لطلبهم وأقام الندوة في منزله رغم ململة ورفض أعضاء حزب الأمة بالخرطوم، وكان رد الرجل ديل أصحابي وطلبوا خدمة في بيتي، أرفض ليهم كيف؟؟.. هكذا كانت هي الروح التي تجمع بين فرقاء السياسة الذين وإن اختلفت بينهم الأيدلوجيات والمنابر، لكنهم في النهاية يلتقون تحت مظلة الوطن الواحد، بلا تخوين أو تقليل شأن وهو للأسف سلوك يمارسه هذه الأيام بعض الذين نصبوا أنفسهم حراساً للثورة وأولياء أمر للثوار على النحو الذي حدث للفنان “طه سليمان” ومرافقيه من الإعلاميين في مدينة حيدر أباد، الذين مورس عليهم إرهاب فكري وجسدي بشكل غير مسبوق، وقد حدثني أحد أفراد البعثة وهو يرتجف غضباً وألماً كيف أنه تمت مطاردتهم بالمواتر في شوارع حيدر أباد، وفي الطرقات الجانبية وتوجيه الإساءات العنصرية والشتائم والاستفزاز غير المبرر، والإصرار على تصويرهم وهم في هذا الموقف بلا أي رجولة أو شهامة تجاه مواطنين عزل لا ينتمون لحزب سياسي وليس لديهم انتماء لجهة على حساب أخرى، لكنه التنمر على الضعفاء وادعاء البطولة في غير مكانها، واستعداء السوداني على أخيه السوداني، وكأن كل ما يجمع بينهم أو يفرق هو إما تسقط بس أو تقعد بس، وليس الدم والتاريخ والمصير الواحد والمستقبل المشترك.
لذلك أرجو صادقة أن يضبط الجميع أنفسهم وألا ينساقوا وراء الغضب والبحث عن الثأرات، لأنها جميعاً لن تكون حلاً لقضايانا ولأخلاقنا، بل على العكس تماماً ستزيدها تعميقاً وتصب عليها مزيداً من الزيت، وما أظننا ناقصين حريقة.
}كلمة عزيزة
قرأت رد الإخوة في هيئة الصرف الصحي لولاية الخرطوم، على زاوية الأخ الأستاذ “الهندي عز الدين” أمس، التي تحدث فيها عن سوء الصرف الصحي بالولاية، والذي أصبح مظهراً لا علاقة له بالصحة أو التحضر، وبصراحة رد الهيئة ده كان أخير عدمه، لأنه لم يتحدث عن أي حلول ولا معالجات ولا خطط تتعلق بالصرف الصحي، وكل ما قيل مجرد (هردبيس) وإنشاء وشوية معلومات قانونية ما عارفة تفيد المواطن في شنو.
ياخي أقول ليكم حاجة، خلونا من كلامكم بتاع التقارير والاجتماعات ده، لأنه ما بياكل معانا عيش.
}كلمة أعز
بالرغم من أن أول قرار اقتصادي اتخذه رئيس الوزراء “أيلا”، كان خفض سعر الدولار الجمركي إلى (١٥) ويومها توقعنا أن يحدث انفراج جزئي في الأزمة الاقتصادية، إلا أن الأحوال لم تتغير، مما يجعل السؤال الحتمي: شنو المانع من أن تتنزل هذه القرارات برداً وسلاماً على المواطن، منو الماسك الماسورة دي وما عايز يفتحها؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية