*لن يتخلى أعضاء المؤتمر الوطني عن حزبهم السياسي ولو تغيرت اللافتة وتعدلت السياسات ومناهج التفكير، (فالقاعدة الثابتة) أن يستمر الحزب، أما التطوير نحو الأفضل فيظل (فعلا مشروعا) لا يرفضه أحد.. والإسلاميون لن يتخلوا عن (مشروعهم الإسلامي) مهما ادلهمت الخطوب وتعاظمت المحن وتزاحمت الحرب المعنوية واستلت السكاكين، فكل هذه التحديات في حقيقتها تمثل (الوقود الفعَّال) الذي أكسبهم الاستمرارية والثبات لأكثر من (٧٠) عاماً، غاصت فيها الجذور عميقاً في التربة السودانية، وعليه يصبح التفكير في اقتلاع ما ينمو على السطح، ضرباً من المستحيل..!!
كل المطبات والمحكات الصعبة التي واجهها الحزب السياسي والإسلاميون وبينها مشهد الراهن الوطني، تعطي (إجابات عقلانية) على أسئلة كثيرة مطروحة، لكن (غلاة المعارضين) لا يعترفون بالأجوبة وما تحمله في أحشائها من (حقائق دامغة) تؤكد ميلان ميزان (القوة السياسية) لصالح المؤتمر الوطني!!
*رغم إحراز الحزب لهذا (الهدف الأهم)، إلا أن كابينة قيادته ترى ضرورة خلع (الهندام الحكومي) والتوجه نحو (خيار التبادل السلمي) للحُكم من خلال التنافس مع الآخرين عبر صناديق الانتخابات، والقبول التام بكلمة الناخب كيفما جاءت، فهذا التوجه ليس نابعاً عن (ضعف)، بل (إلتزام) بوعد سابق أن يرد أمر الحكم لصاحبه الأساسي. وهو (الشعب) ليختار بإرادته الحُرة، من يحكمه عبر آلية التنافس الديمقراطي الحُر.. وكما قلنا من قبل فإن الكرة الآن في ملعب الأحزاب والتنظيمات الأخرى التي ظلت تطالب بالعودة للديمقراطية والتبادل السلمي للسُلطة، فعليها أن تثبت القول بالعمل بدخولها (السباق الديمقراطي) بلا تردد، فالكل (سواسية) أمام بطاقة الناخب وكلمته الفصل، فمن رضي بهذا ودخل (الحلبة)، يكون صدق مع الشعب ومع نفسه، ومن بقي عند المماحكة والرفض، فعليه أن ينتظر (السقوط) في اختبار الديمقراطية!!
*لا قيمة لأي معارضة أن لم تكن قادرة على إنتاج (فعل جيد ومفيد) للشعب والبلد، فقد ضرب (الكساد) الشعارات العقيمة الجوفاء المرفوعة و(تبخرت) في الهواء دعوات الإضراب والعصيان، أما المظاهرات فقد تحولت (لكيمان معزولة) لا تأثير لها.. فكل ذلك يثبت أن دعوات إسقاط النظام تمثل (معركة خاسرة) ومضيعة للوقت، ليبقى الأفضل والأهم، وهو الاحتكام (لرأي الشعب) العريض ليقول كلمته النهائية بالآلية الانتخابية الحُرة.. وقريبا سيبدأ التسجيل للجلوس لامتحان الديمقراطية، فهل سيكون المعارضون في مقام (التحدي والصدق)، أم سيظلون هكذا أسرى لهتافات وشعارات لا قيمة لها وغير قادرة على صناعة مستقبل مختلف يرجوه الوطن والشعب؟!!
سنكتب أكثر..