رأي

*بالواضح*

*فتح الرحمن النحاس*

*لم تسلم منهم شهامة*     *السودانيين!!!*

*في بداية التسعينيات كنت في رحلة خارجية لدولة (ناميبيا) في أقصي الجنوب الإفريقي، وعند العودة وفي مطار جوهانسبيرج كنت على موعد مع (متاعب) لم أفهم مصدرها حيث صادروا مني جواز السفر والتذكرة وحقيبة الأمتعة، وأجبروني على الانتظار في صالة المطار كل الليل وحتى منتصف اليوم الثاني،وأنا في حيرة لا أفهم شيئاً ولا أجد إجابة وقد اقترب ميعاد طائرة المغادرة إلى نيروبي….!!
فجأة وقف أمامي (رجل إفريقي) ينظر إلى في تمعن ثم يجلس جواري ،ويسألني باللغة الإنجليزية عن جنسيتي ووجهة السفر ،فأخبرته فإذا هو يبتسم ويرد عليّ باللغة العربية (أنا سوداني)، فتعانقنا وحكيت له كل حكايتي، فانزعج كثيراً ونهض على الفور وهرول هنا وهناك، وتحدث مع هذا وذاك. وبعد نصف ساعة أعاد لي الجواز والتذكرة وحقيبة السفر التي تم كسرها وتبعثرت محتوياتها!!
*ساقني الرجل إلى مطعم المطار وطلب غداء وعلى المائدة تعارفنا أكثر وعلمت أنه واحد من (حركة قرنق) ومقيم في نيروبي، ومعروف أن (رحى الحرب) كانت تدور وقتذاك بين الحكومة في الشمال والحركة،فأنا في جانب وهو في جانب آخر وبيننا (ميدان قتال)…لكن مع ذلك لم ينس هذا الرجل (سودانيته) وقدم لي مساعدة لن أنساها له ،ولولاه لكنت ضعت داخل سجون جنوب إفريقيا التي كانت ترزح حينذاك تحت جحيم التفرقة العنصرية (الأبارتايد)…سافرنا سويا لنيروبي وهنالك أوصلني لأحد الفنادق وأوصى عليّ وأخبرني أنه سيتابع معي لحين عودتي للخرطوم…وقد كان!!*
*هذه الحكاية المعطونة في (الشهامة السودانية)،
أهديها لأدعياء الديمقراطية من ثوار (الموديلات الجديدة)، الذين خرجوا علينا تحت لافتات ثورية (مهترئة)،يحملون ما طاب ولذّ لهم  لهم من معاول هدم لكل (العناوين السودانية) المميزة لشعبنا من الخلق القويم والكرم والشهامة والطيبة والتهذيب، وأخوة الغربة واللسان العفيف…لقد هدموها وداسوا عليها بأحذيتهم وهم يطاردون ويشتمون ويضربون وبكل وقاحة، رجال وبنات ومسؤولي السودان في بلاد الغربة،ولم نكن ندري قبلها أن (ضمائر) هؤلاء وسودانيتهم قد عطبت وماتت في أبشع منظر!!
*لم يتركوا حفلات ترفيه إلا وخربوها بالشعار السمج (تسقط بس) وما رأوا مسؤولاً أو عابر طريق قادم لأداء مهمة،إلا وهتفوا في وجهه هتافات رعناء أو هم أساءوا إليه وأهانوا مقدمه… يفعلون تلك الأفعال المشينة وقد رهنوا نفوسهم (للأحقاد الشيطانية) فنسوا بيوت السودانيين المفتوحة للضيوف وغاب عنهم ميراث “النعيم ود حمد” وقدح الباسل “بابكر” ورجولة أخوان البنات ،وكيف يغلق أهلنا في قرى الجزيرة طرق المرور السريع ويجبرون المسافرين للنزول وتناول إفطارات رمضان…و…  و…. و…  الكثير من مشاهد الفخر والعزة التي عرف بها أبناء وبنات السودان، فأين أنتم من هذا (الشرف الباذخ)  يا أدعياء النضال وجحافل البؤس!!*
*سنكتب أكثر!!!*

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية