عز الكلام

دي الكاميرا الخفية؟

أم وضاح

أدعو الله سراً وعلانية بمنتهى الصدق والشفافية والأمانة، ألا أكون قد شاركت في تضليل شعبنا الصابر أو تسببت في تلوين صورة قاتمة لن تزهو وتزدهر طالما أن الأصل (مشخبط) بي قلم الرصاص أقول هذا الحديث وتتنازعني مشاعر الخذلان لأن كل الحراك الذي شهدته بلادنا في الفترة الماضية لم يجد من يقدره أو يستوعبه بدليل ما تمخضت عنه الحكومة التي تم تكوينها أمس الأول، وهي بالمناسبة ليست حكومة كفاءات كما وعد الرئيس؛ لأن معيار الكفاءة لا ينطبق على غالبية الأسماء التي تضمنتها وهي أيضاً ليست حكومة محاصصات، لأن بعض الذين استوزروا فيها لا ثقل لأحزابهم في الشارع السوداني، وبعضهم منشق عن حزب ضعيف هو الآخر ضعيف منشق عن ضعيف، ولا تأثير ولا وزن سياسي لهم، لذلك فإن دخولهم في هذه الحكومة أمر محير ويدعو لطرح الأسئلة المهمة عن كيف تم اختيار هذه الأسماء لحكومة يفترض أنها استثنائية وستعمل في ظروف استثنائية لتخرج بهذا الشكل المحبط والضعيف شكلاً ومضموناً ؟ وحديثي هذا بالمناسبة ليس حكماً فيه استباق للأحداث، لكنه حكم مبني على تجربة، ومعظم هذه الحكومة مجرّبة، والمجرّب لا يجرّب. وتشكيلها بهذا الشكل المحبط يشيء بأن كل مطالبات الشارع لم تفهم بالقدر الذي يجب أن تفهم به، وأشواقه لم تؤخذ بعين الاعتبار. والمواطن بالمناسبة واعٍ جداً لأسباب الخلل الذي أصاب أركان الدولة السودانية، وواحد من أسبابه المهمة والأساسية، أن المناصب لا يُقدّم لمعظمها أصحاب الكفاءة وأصحاب الخبرة؛ القادرين وحدهم على استيعاب ما يليها من ملفات وقضايا. لذلك ظل الفشل حليف كل الحكومات السابقة ولم تحقق ما هو مطلوب منها، فكانت النتيجة مظاهر الشعور العام أمس، الذي كان مزيجاً من الخذلان والهزيمة وسدة النفس والتشاؤم، وهو ما ظللنا طوال الأسابيع الماضية نحارب شبحه، وندعو الناس للتفاؤل، ونبث فيهم روح الثقة بما تقوله القيادة السياسية. لكن النتيجة للأسف كانت مخيبة متمثلة في تشكيل هذه الحكومة العجيبة الغريبة، التي تحرض على رفضها وعلى عدم الاقتناع بها، وتحرض كذلك على الدعوة لإسقاطها لأنها تحمل عناصر إسقاطها في داخلها وهي نتيجة حتمية لا تحتاج لاجتهاد أوبراهين. والمصيبة الكبرى بالمناسبة ليست في أن بعض الأسماء التي ضمتها هذه الحكومة بعيدة وغريبة عن الملفات التي تولتها، لكن هناك أسماء لا تستطيع أن تشق عصا الطاعة وفاقدة لإرادة القرار وهذا ما يجعلني أسال هل أراد رئيس الوزراء “أيلا” ناس معينين بصفات معينة في (حتات) معينة لذلك اختار هؤلاء؟.
في كل الأحوال لابد من القول إن الحكم على فشل هذه الحكومة هو على الإطلاق ليس قفزاً على الأيام أو قراءة متعجلة للمستقبل أو تجنياً على شخوص، لكنه قراءة منطقية لقرائن الأحوال وأهلنا زمان قالوا البيضة الناجحة من عشها زوزاية.
كلمة عزيزة
أحد يقنعني أن هذه الحكومة هي التي قصدها الرئيس وحل من أجلها حكومة الولايات، أحد يقنعني أن هذه الحكومة تمثل استجابة لمطالب الشارع السوداني .أحد يقنعني أن هذه حكومة أزمة .
كلمة أعز
نفسي يطلع علينا زول يقول لينا الحكومة دي (الكاميرا الخفية) ويسألنا نذيع؟ ونقول ليه لا ما تذيع !.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية