حال المؤمنين في استقبال مواسم الطاعات هو الحال الذي وصفه الله تعالى في محكم تنزيله بقوله الكريم : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
وكان الصحابة والسلف الصالح يستعدون لشهر رمضان بعدة أعمال من أعمال العبادات ومن ذلك الإكثار من الصيام في شهر شعبان، وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًاً منه في شعبان”.
وكذلك كان الصحابة والسلف الصالح منهم يستعدون لرمضان بقراءة القرآن الكريم وأيضاً بالإسراع في إخراج زكاة أموالهم وفي هذا يقول “أنس بن مالك” عن صحابة رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان).
و في هذا أيضاً قال سلمة بن كهيل : (كان يقال شهر شعبان شهر القراء) وكان “عمرو بن قيس” إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن. فالذي تعود على المحافظة على ورده القرآني قبل رمضان سيحافظ عليه إن شاء الله في رمضان.
– اللهم بلغنا وكل عبادك المسلمين هذا الشهر الكريم ..
جمعة مباركة عليكم ..