أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور “محمد طاهر أيلا” أمس بدون أي مقدمات، الحكومة الجديدة التي أطلق عليها حكومة الكفاءات، توقع الكثيرون من الصحفيين والإعلاميين وهم داخل قاعة مجلس الوزراء أن تأتي الحكومة كما يريدونها حكومة كفاءات، فظللنا نحبس أنفسانا قبل أن يعلن السيد الوزير أسماء الوزراء في التشكيل الجديد فازدات ضربات القلوب والسيد الوزير يتحدث بأن التشكيل أخذ بعض الوقت وتم تمحيص دقيق لأعضاء الحكومة، وقال نأمل أن تحقق آمال وتطلعات شعبنا.. وقال إن الحكومة معنية بحل بعض القضايا الملحة مثل الدقيق والوقود وأن تعود الحياة إلى طبيعتها،خمس دقائق السيد الوزير يتحدث عن قضايا كلها متعلقة بالاقتصاد، والإعلام كله في انتظار الإعلان المفاجأة، الأسماء التي لم نسمع بها من البروفيسورات وأسماء لم يخطر على بالنا أو على بالها أن تدخل عالم الاستوزار،فضربات القلب تزداد والخفقان لم يهدأ وكأننا في انتظار إعلان الشهادة، بدأ السيد الوزير يتلو المرسوم الجمهوري بتعيين الوزراء فكان اسم الدكتور “فضل عبد الله فضل” وزيراً لرئاسة الجمهورية قلنا نفس الاسم القديم ثم تلا اسم الأستاذ “أحمد سعد عمر” وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء قلنا أصلاً مولانا متفق عليه فلم نُصَب بالدهشة، وظل السيد الوزير يتلو الوزراء الداخلية “بشارة أرو” مترقياً من وزارة الإعلام إلى الداخلية ثم “حسن إسماعيل” وزيراً للإعلام، فظل كل واحد فينا يفتح فاه في انتظار الدهشة الكبيرة ولكن لم تكن هناك أي مفاجأة لنا في هذا التشكيل الذي توقع الكثيرون أن يأتي كما يشتهي الشارع الذي انتفض قبل ثلاثة أشهر على الأقل التغيير في الأسماء كان يمكن أن يمتص جزءاً من الإحباط الذي يعيش فيه، فلا ندري كيف تم الاختيار ولماذ أطلق عليها حكومة كفاءات رغم أن ثلاثة أرباع الوزراء لم يغادروا الوزارات أو هم ظلوا في وزارات سابقة مثل “آمنة ضرار” و”حاتم السر” و”حامد ممتاز” و”أكد” و”السمؤال خلف الله” عدا بعض الأسماء الجديدة التي لم يسمع بها الإعلام إو تنال حظها من الاستوزار مثل الدكتور “أبوفاطمة” الذي شغل منصب وزير المعادن وهو من الكفاءات الممتازة في مجاله، خاصة الذهب ولم نسمع أيضاً بالسيد “إسحق آدم بشير” الذي عين في منصب وزير النفط والغاز والسيد “رضوان محمد أحمد مرجان” كوزير للزراعة والسيد “عثمان التوم” وزيراً للري والموارد المائية والكهرباء. وهناك بعض الوزراء الجدد لا أحد يعرف عنهم شيئاً. إن التشكيل الوزاري الجديد لم نتوقع أن يكون بهذا الشكل، فقد أصاب الكثيرين الإحباط، فكنا نتوقع طاقماً جديداً لم يعرف درب الوزارة من قبل، ولكن يكون عالماً في مجاله خاصة وزراء القطاع الاقتصادي، لأن الاقتصاد هو المشكلة التي فجرت الأوضاع طيلة الفترة الماضية، ودفعت الشباب والمهنيين بالخروج إلى الشارع، لذا كنا نتوقع أن يأتي التشكيل ملبياً لطموح الشارع وأن تكون نسبة الوزراء الجدد أكثر من 80% ، ولكن أن يأتي بهذا الشكل، فلسنا متفائلين ولا نتوقع أن يحدث تغيير في الحياة العامة أو الحياة الاقتصادية، خاصة وأن معظم الوزراء الجدد شاركوا من قبل ولم يقدموا ما يصلح الحال، إلا أن تتنزل علينا بركات من السماء، أو تهطل علينا أمطار من الدولارات، عدا ذلك فالوضع لن ينصلح والمشكلة الاقتصادية ستظل فى مكانها إلا أن يتخذ رئيس الوزراء “أيلا” قراراً آخر بتخفيض الدولار الجمركي إلى عشرة جنيهات مع إلقاء صناع السوق.