.. الاتجاه الذي أعلنه رئيس الوزراء المكلف حديثاً الدكتور “محمد طاهر أيلا” لمعالجة قضايا و ( بلاوي ) الخدمة المدنية، هو الاتجاه الذي يمكن أن يحقق له نجاحاً باهراً في موقعه هذا؛ إذا ما استطاع أن يدخله ويمضي فيه بإرادة حقيقية لا تُهزم، وعزيمة قوية لا تلين، وشجاعة مؤمنة لا تنكسر معها هامته لأحد؛ أياً كان مسئولاً نافذاً أو رأسمالياً متنفذاً. وبحكم تجربتيه السابقتين في البحر الأحمر والجزيرة فلا يحتاج “أيلا” هذا لـ (درس عصر) أو لفهامة، ليدرك حال الخدمة المدنية الآن بكل تفاصيلها ودقائقها وأسرارها، كما أنه لا يحتاج لأحد ليختار له أدوات المعالجة والتقويم لتلك القضايا ( المتعفنة )، فقط يحتاج الأمر لصدق عمله و قوة إرادته وشجاعته في ما ينويه، كما يحتاج الأمر أيضاً لتجاوز الرجل ما علق في ذهنه من تجربتيه السابقتين فيما يتعلق بشغفه الغريب والمدهش بالمهرجانات المهدرة لمال الخزينة العامة. وأيضاً تلك الحشود الفارغة المضيعة لإمكانيات وقدرات البلاد بجانب تجاوزه أيضاً لحكاية (الإنترلوك) و (التيليتوارات) هذه وتركها حسب الحاجة، والتخطيط للمحليات والأجهزة المختصة والمعنية بها .. إن تخطّى “أيلا” هذه الأمور الثلاثة واتجه بصدق ليفتح باب الخدمة المدنية على مصراعيه بجدية وشجاعة، فلن يمضي من الوقت الكثير حتى يحقق ذاك النجاح المرتجى الذي يَصب في مصلحة هذا الوطن، في توقيت أحوج ما يكون فيه لبناء قدراته وتجميع قواه لمواجهة تحدياته الراهنة بصعوبتها البالغة وتقاطعاتها المعقدة ..