رأي

قرار البنك المركزي والتمويل العقاري للمغتربين

هنالك تجارب سابقة فاشلة وُعد بها المغتربون ولم تنجح أبداً… بنك فيصل وعد وأخلف، بنك الخرطوم وعد وأخلف، بنك السلام وعد وأخلف, بنك ببلس وعد وأخلف والكثير من شركات التمويل الحقيقية والوهمية وكلها وعدت ولم تنفذ. وأخيراً هذه الوعود من الأمين العام للمغتربين والتي مضى عليها أكثر من 3 أشهر ولم نرَ أي تحرك للتنفيذ، وخاصة أن كل الكلام كان عبر وسائل ووسائط الإعلام، وكثير من هذه الوعود كانت غير واضحة وناقصة المعلومة، وكذلك لم نجد فيها أي مصداقية ولا يعرف كل المغتربين آليات الوعود، ولا توجد شروط واضحة أو مطلوبات واضحة، والدليل على ذلك حتى الآن لم ترِ النور ولم يستفِد منها المغترب ,,
التمويل العقاري للمغتربين سوف يكون وعداً غير منفذ، وهو لا نعرف هل هو تخدير أم محاولات لاستنزاف مدخرات المغتربين؟ ودون أن تقدم لهم الدولة أي منفعة حقيقية أو حافز ,,, لماذا يشتري المغتربون بالعملة الصعبة؟ والكل يرى تهاوي الجنيه , هل المغتربون ليس كباقي المواطنين ولهم حق المواطنة؟ لماذا لا تقدّم لهم حوافز تساوي طمع الدولة في مدخراتهم ؟ لماذا لا تعطى لهم حوافز حقيقية ؟ ولا نريد أن تكون مجاناً ولو أن هذا من حقنا، ولكن بمقدار ما يدفع المواطن وهو يستلم قطعة سكنية أليس لنا حق المواطنة ؟ أكيد إن تم ذلك فالمغترب سوف يأتي بعملته الصعبة والتي تعوض شقاء غربته وتضحياته، وقد أخذت الدولة منه –وبالأكثر- ضريبة اغترابه وانتمائه للوطن ,, كثير من المغتربين اشترى شققاً في مصر وغيرها من دول الجوار بأقل من أرخص قطعة في الخرطوم ليضمن ظلاً لأولاده قبل مماته ,,نحن المغتربين نريد حوافز حقيقية ليس فيها طمع … نريد حقوقاً مدفوعة القيمة و بأي عملة كانت سواء بالسودانية أو ما يعادل بالأجنبية(دون شروط) أسوة بكل أبناء الوطن.
نحن المغتربين كابدنا وضحينا ودفعنا كامل التزاماتنا للدولة وغطينا على كثير من ما نهب من موارد الدولة فماذا استفاد المغترب ؟ وما زلنا نشارك في إعانة الأهل في الوطن وغلاء المعيشة لا يخفى ,,
لا شيء وحتى ما يسمى حوافز من الأمين العام…هل هنالك حافز حقيقي فيه منفعة حقيقية للمغترب ؟ لا شيء لاشيء ,,,
أصبح المغتربون لا يثقون في الأمين العام ولا في كل مؤسات الدولة من بنوك وإدارة أراضي وإدارات تعليم وغيرها، علماً بأن بعض الجامعات والمدارس تطالب أبناء المغتربين بأن تكون رسومهم بالعملة الصعبة كأنهم أجانب … والإجحاف الذي يعانيه أبناء المغتربين وما يسمى بالشهادة العربية والقوانين الوضعية الجائرة لقبول الجامعات مازالت ماثلة ويعرفها الجميع ,, ,,,
المغتربون يطالبون بحقوقهم التي يكفلها لهم حق المواطنة ويطالبون بأن تكون معاملتهم كأي فرد من أفراد الشعب ويكفي أنهم ضحوا بسنيّ العمر الخضراء والنضرة. والكثير لا يريد أن يرجع الوطن لأنه لا يملك عشة تضمه وأسرته ولا يملك المال لتعليم أبنائه، ولا يملك المال للحفاظ على صحته، ودفع قيمة الدواء العالية. وبعد كل هذا كله هو مطالب بدفع مبلغ التمويل بالعملة الصعبة، ويدفع لتعليم أولاده بالعملة الصعبة ولا يجد مكاناً لأبنائه في الجامعات العامة حتى ولو كان محرزاً لأعلى الدرجات.
يكفي إجحافاً في حق المغترب، وجاء اليوم ليكافأ المغترب على كل ما قدمه للوطن وهي الحقيقة ,,

بخيت الأمين
الدّمام / السعودية

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية