رأي

بلا ضفاف

كمال علي

“يوسف” أيها الصديق بوركت

رافقتُ الزميل الأستاذ الجميل “يوسف عبد المنان” في سنين عددا وعلى بساط صاحبة الجلالة، فما وجدت منه إلا الخير والحق والجمال، وكان في الموعد دائماً أخاً صدوقاً ورفيقاً ودوداً، ومعلماً نلنا منه دروس الصبر والمثابرة، ونحت الصخر بالأظافر لتحقيق المبتغى المنشود، وهذا ما طبقه على نفسه عبر قواعد صارمة وتعب وسهر وسفر حتى تكونت عنده زخيرة (حية) من الخبرات والمصادر وكل ما يعين على المسير.
وأخيراً رافقناه في الحبيبة (المجهر) ويبدو أن (كراعنا كانت حارة) فما لبث أن غادرها إلى (الصيحة) ترافقه الدعوات والأمنيات الحبيبة.
“يوسف” أيها الصديق والمعلم من كل قلبي ادعو لك بأن يرافقك التوفيق والنصر دائماً وأنعم بثمار جهدك يا رفيق العُمر الجميل.
أغاني الحصاد
لما كان الزمان طيباً مبتسماً والخير باسطاً ذراعيه كانت مواسم الحصاد مدعاة للفرح ومهرجاناً للطرب المحفز للبذل وسكب العرق أثناء العمل، وكم ظهرت درر من أنغام الحصاد سارت بها الركبان واشتعلت الحقول طرباً وتنافس الفتيان والصبايا في إتقان المهام وتدفق الخير قمحاً وقطناً ووعداً وتمني، لأن مواسم الحصاد غالباً ما يعود ريعها على زيجات اندلع فيها بريق المحبة مع تلك المواسم، وبقيت أغنيات خالدات وزيجات صالحات وبالرفاء والبنين.
الآن الحصاد بالآلة ولا عزاء للغناء المترع بالشجن مع الضجيج والإتاوات والضرائب.
* ألف أهلًا يا دموع
“محجوب سراج” الشاعر الذي منحنا أعذب الألحان المشحونة بالوجع والدمع واللوعة والسهاد، وأشجانا بأعذب الأغنيات الخالدات ومنحناه النكران والجحود، وتركناه نهب رياح الحزن والعصف الذهني حتى انكسر في غيابات جُب الوجع المقيم يعاني.
عند “إبراهيم عوض وعند صلاح بن البادية وصلاح مصطفى” من الدرر التي اتحفنا بها “سراج” ما تجعله أميراً لشعر الغناء في بلادنا، وتمنحه ما يداوي علته ويطيب أوجاعه ويطبب جراحه.
لهفي على “محجوب سراج” رهين المحبسين (الوجع والجحود) ونتمنى على الأستاذ “الهندي عز الدين” صاحب المبادرات الخيرية، القاصدة تحريك مبادرة (المجهر) لرد الجميل لهذا الإنسان الجميل.
* إصحاح البيئة.. يا جمال دنيانا
مهم جداً أن نهيء الجو المعافى والبيئة الصالحة للعطاء في كل شأن من شؤون بلدنا لأن المنتوج المعافى لا يتأتى إلا عبر بيئة معافاة، وهذا ما يمكِّن من الإنتاج ومضاعفته.
وفِي أمر البيئة وإصحاحها فإن الإنصاف يحتم أن نشير إلى الجهد الخرافي المبذول من المجلس الأعلى للبيئة في ولاية الخرطوم، وقائد ركبه بكل العنفوان الأستاذ “حسن إسماعيل”، ونأمل مخلصين أن يُزين اسمه قائمة حكومة ولاية الخرطوم، -قيد التشكيل- حتى يواصل العمل الكبير المثمر الذي يبذله بكل الوطنية وروح المسؤولية من أجل بيئة معافاة وعاصمة حضارية، ترقى إلى حيث المراقي التي تليق بها، وهذه مناشدتنا نرفعها للسيد والي الخرطوم، فنحن وكثيرون غيرنا من المواطنين والمراقبين شهود على ما تم إنجازه بكل الجدارة في هذا الملف البالغ الخصوصية والحيوية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية