غير منطقي أن نطالب رئيس الوزراء السيد “محمد طاهر أيلا” بحلول عاجلة تتنزل على الأرض وتحول الأرض البور إلى خصوبة واخضرار و نطالبه أن ينصلح الحال في كل الملفات المتعلقة بالدولة السودانية، لأنه مستحيل أن يتم إصلاح ما أفسدته سنوات طويلة كان فيها التخريب كبيراً إلى حد كاد أن يصيب البلد كلها بالشلل لولا لطف الله الذي وحده حفظ هذه البلاد في أكثر من مرة أن تنزلق إلى طريق الهاوية، لكن كمان الطريق إلى الإصلاح الحقيقي يحتاج أن تمهد له (كراكة) من القرارات العاجلة التي لا تقبل التأخير وأولها –برأيي- قرارات مثل التي أعفى بها الرئيس الحكومة الاتحادية وحكومة الولايات وإعفاء محافظ البنك المركزي. هذا المثلث لابد أن تتبعه قرارات بالكوم تجاه مؤسسات مهمة هي بمثابة المفاصل والعضلات والسلسلة الفقرية للحكومة وفيها ما فيها من البلاوي المتلتلة، إن كانت تجاوزات مالية أو تجاوزات وظيفية أو فساد ممنهج وموظف تسبب في ما وصلت إليه الحالة السودانية برمتها، وبالتالي على السيد “أيلا” إن كان راغباً في إصلاح حقيقي، أن يقوم بهذه الخطوة؛ ليس على طريقة كنس آثار مايو التي حدثت عقب انتفاضة أبريل، ولكن على طريقة كنس آثار الفساد وعدم الأهلية والخبرة وحتى الشهادات الدراسية، وكلنا نعلم أن كثيرين قفزوا بالزانة قفزاً إلى الصفوف الأولى على حساب الكفاءات التي ظُلمت ظلم الحسن للحسين، فهاجر بعضها وانزوى بعضها يلوك بنانه ألماً وغضباً راضياً بالمكتوب، لذلك أعتقد أن السيد “أيلا” لا يمكنه الخروج من هذا المأزق وتحقيق تغيير حقيقي يتناسب مع المرحلة ما لم يتخلص من فائض العطالة المقنّنة الموظفة من غير معايير ولا معطيات حقيقية، لأن تعدد المدارس والأيديولوجيات على الأقل على مستوى الخدمة المدنية سيسهم بلا شك في خلق قدر كبير من المنافسة التي تساهم في خروجنا من عنق الزجاجة، ويعيد الثقة لهذه المؤسسات في أن تؤدي دورها المطلوب في خدمة المواطن والوطن لذلك، وللقيام بهذه الخطوة المهمة على رئيس الوزراء أن يحيط نفسه هو أولاً بالمستشارين الأكفاء، بغض النظر عن هم تبع منو؟ والمسألة ليست صعبة على الاستيعاب أو التطبيق طالما أنه جاد في المضي في هذا الطريق الصعب الذي لازالت تتشكك فيه كثير من القوى السياسية، وحتى من قطاعات كبيرة من الشارع السوداني، والرد على هذا التشكك لابد أن يكون عملياً بعيداً عن الوعود والهتافية اللا بتودي لا بتجيب وبمناسبة الهتافية دي خلوني أقول إن كثيراً من المواطنين لا زالوا غير مستوعبين لمسألة نزع مسمى الحزب الحاكم عن حزب المؤتمر الوطني، لذلك لا يفصلون تصريحات بعض أعضائه أو منسوبيه، ويحملون وزرها للحكومة وللرئيس نفسه، وحتى هؤلاء في الأصل ليس فيهم من يقدم رؤية أو فكرة وغالبة من نوع (رب رب هب هب )لذلك على الأخ مولانا “أحمد هارون” وهو رجل سياسي من طراز فريد، أن يضبط لسان هؤلاء ويحجم من تصريحاتهم التي تزيد الموقف احتقاناً وتعمق الكراهية لحزب المؤتمر الوطني وللمنظومة بأكملها
في كل الأحوال الفترة القادمة تحتاج إلى عمل غير مسبوق وأفكار تسبق الخطوات وخطوات تسبق الأفكار لعل الله يجعل لنا مخرجاً
كلمة عزيزة
أمس قدم ما يسمى تجمع المهنيين اعتذاراً لحرائر السودان عن مفردة وردت في بيان له عدت إساءة لهن، لكن بصراحة المشكلة ليست في الإساءة ولا الاعتذار، المشكلة من الذي أساء ومن الذي اعتذر؟ اظهر وبان عليك الأمان.
كلمه أعز
اللهم احفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء