عز الكلام

وانتهى العزاء بانتهاء التصوير والنشر..!!

أم وضاح

ظلت السياسة على طول تاريخها في كل الأنظمة، توصف بأنها (لعبه قذرة)، لأن الساسة في مواقف كثيرة يضطرون إما للكذب أو الغش أو الضرب تحت الحزام، وأفضلهم وأحسنهم وأكثرهم شفافية ربما يلجأ لعدم الوضوح أو المراوغة، لكن أسوأهم برأيي على الإطلاق، هو من يدوس على أحزان الناس ليجعلها جسراً يوصله إلى أهدافه وغاياته ومكاسبه، خاصة إن كان هؤلاء الناس بسطاء (لا ليهم في العير ولا النفير)، كحال السيدة التي دهست إحدى العربات التابعة للقوات النظامية طفليها، فنجا أحدهما واحتسبت الآخر شفيعاً لها يوم القيامة، والحادثة برمتها لا تشير إلى أي فعل جنائي متعمد، لأنه لا الطفلان ولا أمهما كانوا ضمن مظاهرة أو موكب من مواكب الاحتجاج، الحادث لعب فيه القضاء والقدر دوراً كبيراً، رغم ذلك حاول بعض الذين يعارضون الحكومة استخدام الحادثة بعدم إنسانية ولا ضمير ولا أخلاق، وقد حملوا كاميراتهم الديجتال وتوجهوا إلى حيث تجلس أم الأطفال المكلومة لاستجوابها بطريقة بوليسية فجة، ليس فيها قدراً من الاحترام لحزنها ولا لمصيبتها، والشابة التي كانت تستجوبها، ظلت تدفعها في اتجاه الإدانة للقوات الأمنية، بل ظلت طوال المقابلة تحرضها على أن تقول ما لا تود أن تقوله وما لا تفكر فيه أصلاً، وقربت تقوليها أهتفِ تسقط بس، وكأن هؤلاء وفي سبيل معارضتهم للنظام مستعدين أن يعملوا أي شيء، وكل شيء حتى لو كان قذراً بقذارة استجوابهم للأم المكلومة في مصيبتها، وبالمناسبة ما في زول يقول لي والله هذا الفعل هو من باب المساندة للسيدة في محنتها، المساندة التي أعرفها يجب أن تكون تحت غطاء الأخلاق والإنسانية، أن يقدم لها هؤلاء الساعون للتوثيق ما هو مطلوب من دعم نفسي ومعنوي ومادي، مش المتاجرة بالفيديوهات كما ظلوا يفعلون مع كل جريح وكل أم شهيد، وأنا أتحداهم إن كانوا قد عادوا إلى منزل عزاء بعد رفع الفراش أو بعد أن أكملوا مهمة التصوير!!.. أتحداهم إن فكروا في علاج مصاب أو تطبيب جريح، هؤلاء هلعون ومسعورون وعايزنها تولع، عايزين في كل شارع قتلى وفي كل مظاهرة جرحى، ويا حبذا يكونوا من الأطفال لمزيد من الإثارة والتشويق ورفع درجات المشاهدة كما فعلوا في حادثة طفل البرازيل، الطلعت قصته أوانطة وفيلم برازيلي بإخراج وتمثيل هنود.
الدايرة أقوله إن المعارضة التي تبني قضيتها على استثمار أوجاع شعبها بطريقة أفلام هوليود، هي معارضة أنانية، والمعارضة التي تبيع وتشتري في الأحزان وتدعو الله صباح مساء أن تكثر المصائب والفواجع، هي معارضة جبانة، المعارضة التي لا تحس بأنها من البسطاء إلا عندما تحتاج أن ترفعهم شعارات لخدمة قضاياها، هي معارضة كاذبة ومخادعة، وبلادنا هذه مرت بها أحداث كثيرة، أكثر فجيعة وألماً، غاب فيها هؤلاء عن مشاركة أصحابها، فقط لأنها لا تخدم برامجهم ولن تكسبهم ما ينتظرونه من دعم منظمات ولوبيات وأفراد، تجد عندهم مثل هذه البضاعة سوقاً ورواجاً وهوى، والقائمة تطول لأسماء معارضين ومعارضات أسرعوا الخطى نحو بيوت شهداء أو جرحى تسبقهم الكاميرات وانتهى عندهم العزاء بانتهاء التصوير والنشر.
}كلمة عزيزة
على رئيس الوزراء “محمد طاهر أيلا” أن يدرك أن الإصلاح الحقيقي ليس فقط بتغيير قمة الهرم الوزاري، ولكن هناك مؤسسات وهيئات حكومية (يكنكش) فيها بعضهم منذ سنوات من غير عطاء ولا بصمة، وليس هناك من سبب لهذه الكنكشة سوى حملهم لبطاقة الانتماء للمؤتمر الوطني، وهذه المؤسسات هي واحدة من شرايين وأوردة الدولة المهمة التي تحتاج لقسطرة عاجلة لتوسعتها حتى تضخ الدماء كما ينبغي أن يكون.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية