لا أدري حتى متى سنصبر على ظلم الأشقاء وجور الأصدقاء والسودان ظل طوال الفترة الماضية يتعرض لحملة شرسة وقاسية من بعض الدول الغربية والمنظمات التي عينت نفسها (ألفة) علينا وهي تمارس بكل قوة عين سياسة الكيل بمكيالين، وقد ظلت تمارس على طول تاريخها سكوتاً مريباً ومخجلاً تجاه انتهاكات فظيعة في حقوق الإنسان مارسته دول عربية وأوربية، ورغم ذلك غضت عنها الطرف، وعملت (الشريف الرضي) في ما يتعلق بالملف السوداني، لكن وإزاء هذا الصمت المريب الذي مارسته دول عربية كثيرة نصرها السودان يوم أن كانت تخطو على أعتاب الهزيمة وشد حيلها وضهرها يوم أن كاد يوشك على الانكسار، إزاء هذا الصمت لا بد أن تتحرك دبلوماسيتنا بإستراتيجية مدروسة بعيداً عن طريقة سلق البيض، لتوضيح الموقف السوداني والمستجدات الأخيرة على الساحة والأسباب الحقيقية للتغيير، وبالحديث عن الدبلوماسية لا بد أن نقول إنه مثلما حدث زلزال بمقياس سبعة “رختر” أطاح بحكومات الولايات وحكومات المركز، لا بد من حدوث هزة عنيفة تحرك مفاصل دبلوماسيتنا المتحجرة الساكنة، والأحداث الأخيرة وأحداث كثيرة قبلها فضحت الأداء الدبلوماسي التعبان الكسول، حيث لم يكن هناك أبداً حراك حقيقي لدبلوماسيينا على المستوى السياسي ولا الإعلامي، وظلوا بعيدين عن أجواء المباراة فاقدين للياقة البدنية والذهنية إلا من رحم ربي، مما أفسح المجال للمعارضة أن تقول ما تقوله، وتنجر ما تريد نجره من غير أن يتصدى لها أحد بالمنطق والأسلوب الذي كانت تتطلبه المرحلة، والآن بلادنا على أعتاب مرحلة جديدة تحتاج إلى تكتيات على كل المستويات للخروج من عنق الزجاجة، ولتوضيح وشرح أن ما أتخذ من قرارات على رأسها إعلان حالة الطوارئ، قصد به حماية المواطن الذي لا حول له ولا قوة مِنْ مَنْ تاجروا بقوته وضاربوا بعملته وتضاعفت ثرواتهم من رصيد معاناته، هؤلاء هم المتضررون من قانون كقانون الطوارئ، وديل على فكرة أخطر على التغيير الجديد من أي خطر آخر، لأنهم تعودوا على الرضاعة من دم الشعب، ولن يرضوا أن يفطموا منه، لذلك سيحركون كل آلياتهم وإمكاناتهم لإفشال هذه الخطوة والعودة بنا إلى مربع الدغمسة القديم والأجواء المعبأة بالفساد، لأنه الجو الذي يلائمهم للعيش فيه.
في كل الأحوال لا بد من إعطاء التغيير الذي تتشكل ملامحه الآن، فرصة مناسبة ليصبح حقيقة على أرض الواقع، والأهم لا بد أن تثبت القيادة السياسية أنها جادة في ما اتخذته من قرارات، في ما عدا ذلك، فإنه لن يعني للشارع السوداني إلا أنه مجرد مناورة لإطالة عمر النظام والالتفاف على الحراك الشعبي، وبالتالي لا بد أن يثبت الرئيس البشير أنه بالفعل على بعد ذات الخطوات من كل القوى السياسية، وهذا سيوضح جلياً مجمل الحراك والانفعال السياسي في الأيام القادمات، وهذا الحراك الجاد وحده الضمانة الحقيقية لرأب الصدع الداخلي وتطمين القوى السياسية بأن هناك بالفعل جدية ونوايا صادقة للخروج بالبلاد من الأزمة التي عاشتها الأيام الماضيات.
}كلمة عزيزة
هناك حالة من القبول والرضا عمت ولايات السودان بتعيين الولاة الجدد، لأن كثيراً من هذه الولايات ظلت تتجرع مرارات عديدة وفيها ما فيها من الأزمات والمشاكل التي كانت تتم (دمدمتها)عن المركز وإخفاؤها ببراعة حتى لكأن هذه الولايات مبرأة من أي سوء، لذلك نرجو أن يستعين الولاة بأبناء هذه الولايات من التكنوقراط بعيداً عن الألوان السياسية والتصنيفات العرقية لتطويرها وتنميتها وخلو البلد تتحرر من القيود التي كبلتها طويلاً.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.