حوارات

فرح عقار : مشكلتنا الكبيرة أن قياداتنا مصابة بعقدة الازدواجيات..!! (2 – 2)

{ هل بينك ومالك عقار أي قرابة؟
– لا أبداً، اسم عقار منتشر وموجود بالنيل الأزرق، مالك عقار اسمه الثالث “إير”، من محلية (باو) ومن منطقة (سودا) ومن قرية (ليفر) بالأنقسنا، وأنا “فرح عقار إبراهيم”، من محلية الكرمك، ومن مدينة الكرمك ومن قبيلة (الدوال).
{ أين كنت حينما وقعت أحداث النيل الأزرق الأخيرة بالعاصمة الدمازين؟
– هذه أحداث مرّت عليها أحداث.. وإذا كان لا بد من إجابة كنتُ داخلاً إلى الدمازين.
{ لقد قيل الكثير عن واقعة النيل الأزرق وعقار وهلم جرا؟
– قيل الكثير والمثير وأنا لا علاقة لي بما قيل أو ما سيُقال بخصوص تلك الظروف، وأرجو أن تعفيني من هذا السؤال.
{ كيف تصف إنسان النيل الأزرق ضمن الأحداث، وماذا تتوقعه أن يفعل في المستقبل بخصوص مشكلات الولاية، وهو جزء مهم من معادلة الإصلاح؟
– أحب أن أؤكد لك بكل يقين وثقة أن درجة الوعي مرتفعة عند عموم الناس في الشارع، وما يجري بخصوص ولايتهم، حتى الاهتمام السياسي واسع جداً ومقدر بدقة، ومستوى الإدراك بقضايا النيل الأزرق عميق بدلالات يومية، حيث يتمتع أبناء الولاية وخاصة جيل الشباب بإلمام كبير وإدراك واسع ونظرة ثاقبة وتشخيص سليم لمشكلة المنطقة ومعالجتها، وشباب النيل الأزرق لا يختلف عن شباب الخرطوم في الوعي والتطلع والطموح لإدارة شؤونهم في كل مناحي الحياة.
{ كيف تحس وأنت تعبر حدود الولاية داخلاً وخارجاً؟
– حتى ولو كنت نائماً لا يفوتني الإحساس بفهم ومعرفة نقطة الحدود، فأول ما أدخل لولاية سنار أحس بالخدمات، الزلط والمصانع والمدارس والراحة في لبس الناس ومنظرهم، وأسرح في ولايتنا وأتطلع لأفق بعيد هو أمل هؤلاء الناس، أراه موجوداً لكنه أيضاً بعيد.
{ نلاحظ الندية في شعبية الحركة الشعبية بولاية النيل الأزرق مع المؤتمر الوطني (ما السبب في تقديرك) ؟
– التداخل القبلي مع الجنوب ووجود قبائل مشتركة وحياة مشتركة أسس لوجود مناصرة وشعبية.. وشعب ولاية النيل الأزرق منفتح على كل سحنات وقبائل السودان، والولاية عبارة عن نموذج نادر لوحدة عفوية ولكن كثيراً منهم لا يفهمون.
{ عندك حل يا فرح عقار (حل شافي) لكل قضايا الوطن ومن ضمنها المناطق المهمشة؟
– لمعالجة أوضاعنا في الدولة السودانية يجب توسيع المشتركات بيننا لتضييق شقة الخلاف، ولا بد أن ننظر للوطن أولاً وثانياً وثالثاً ولنسمح للآخر أن يكون آخر، وأن نكون صادقين مع أنفسنا بدون أي تناقض، ويجب أن يكون القبول بالآخر من كل المستويات ونهائي في الثقافة والفكر والتلاقي الحر في الجانب الاجتماعي والسياسي.. بوتقة واحدة متفتحة كالزهرة لا كالشظايا.
{ هل تحتاج الولاية لأي تعويض معنوي مثلاً؟
– نحن ناس دين، وتفكيرنا وسطي غير معقد، ولا نحتاج لتعاطف بقدر ما نحتاج لتفهم يدفع بالروح الوطنية لأعلى من الثارات الشخصية والأفق الضيق، وأقول تحتاج الولاية لمعالجة جذرية لكل ما ورثته من الماضي البغيض.
{ هل شاهدت خراب المحاولة التخريبية بعد عملية تغيير الأوضاع بولاية النيل الأزرق؟
– لا أريد أن أتحدّث حول هذه المواضيع.
{ لمن تقرأ هذه الأيام؟
– أقرأ كتاب “مالكوم أكس” وهو مسلم أسود، وأنا واسع الإطلاع ولا أكتفي بجهة واحدة.
{ لماذا لا تلوم النخبة بولاية النيل الأزرق وأنت جزء منها؟
– أنا ذكرت كل ذلك في تاريخ النيل الأزرق السياسي والحقب التي مرت بها والنخب هي من تحدد كيفية تقديم مشكلات المنطقة وكذلك فرص كيفية معالجة هذه المشكلات.
{ لماذا الحروب قائمة على شريط محدد: دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟
– اسأل نفسك، وأزيدك أن السبب هو التاريخ السياسي لهذه المنطقة، وكل من يرفع السلاح وهو من أبناء الوطن سيكون له سبب قوي جعله يرفع السلاح، وهذا موجود في معظم الأوطان، وحكماء البلد هم الذين يوقفون سيل الدماء بين أبناء الوطن، فأين هم أمس والآن وغدًا.
{ كيف تنصح طالب علوم سياسية بولاية النيل الأزرق؟
– لا بد أن يقرأ تاريخ وجغرافية السودان بدقة وفهم.
{ هل يوجد بولاية النيل الأزرق مسيحيون؟
– مسلمون ومسيحيون، وفيها حتى المعتقدات الإفريقية.. نحن ولاية حدود وكل التنوع الموجود يفسر أهمية الولاية للمركز.
{ كيف يبدو مستقبل كل هذه الجماعات؟
– زاهر ومشرق بحول الله وقوته.. نحن أحفاد سلطنة الفونج أول من حقق الدولة القطرية ولن نسمح بتفتت الوحدة لأي شظايا.
{ ما هو تقييمك للقرار السياسي في مسألة النيل الأزرق؟
– مشكلات النيل الأزرق لا تُعالج بالقرارات بل بالسياسات.
{ إذا كان في يدك صوت واحد يرجح بإعلان نوع الحكم بولاية النيل الأزرق فدرالي أم ذاتي؟
– أضع صوتي في صندوق تنفيذ الحكم الذاتي على ولاية النيل الأزرق.
{ هل أنت (زعلان) من المركز ومن ولايات المركز؟
– أعفني من هذا السؤال.
{ أنا أسألك عن مشاعر فقط؟
– أعفني.
{ ما شعورك تجاه افتتاح تعلية خزان الروصيرص؟
– (ضحك ثم صمت) وقال: لا أحد يرفض الخير فتعلية الخزان تزيد الرقعة الزراعية بالجزيرة والرهد وستخفف على مروي في الكهرباء ومشروع العالياب والزيداب وكنانة (هذا نعلمه جيداً يا أخي).
{ القيادة السياسية بالنيل الأزرق لا تتفق على الأولويات؟
– مشكلتنا الكبيرة أن قياداتنا مصابة بعقدة الازدواجيات، يعني ما يقوله في المنابر وفي الساحات والقاعات والمحاضرات يختلف عما يقوله لخاصته.
{ كم تعطي الإنسان السوداني من حيث درجة قبوله للآخر؟
– ما زال دون درجة النجاح.
{ ما هو موقفك من النظام الديمقراطي؟
– هو الخيار الأوحد، ويجب تنقيته من أمراض الماضي والحاضر مثل (الكنكشة) الحالية في السلطة (ودا مرض خطير) ويجب أن نمهد له بالحوار الجاد والمسؤول القائم على احترام التعددية والتنوع ثم الاتفاق على نظام سياسي مبني على التراضي الوطني ولابد من إنهاء التنازع على الهوية السودانية.
{ هل يوجد تنازع على هويتنا السودانية؟
– (أخرج هواءً ساخناً وتمدد على كرسيه) وقال: (إنت ذاتك يا دلاي عارف إنو هويتنا متنازع عليها، هل نحن عرب، هل نحن أفارقة ثم العلمانية والإسلاموية وصراعنا على الدستور)
} بعض الناس يلومون “عقار” لأنه تسبب في ضياع الانتخابات؟
– كتر خير الناس العارفين الحقيقة.
{ من أين أتيت بالمبادرة؟
– من الواقع وهي ليست من الخيال.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية