عز الكلام

بعد الاستماع لكلام “جماع”!!

عقب مقتل المعلم المغدور “أحمد الخير” صرح والي كسلا، السيد “آدم جماع” بأن وفاة الرجل لم تكن ناتجة عن تعمد أو فعل جنائي، وكذلك صرح مدير شرطة كسلا، بذات الحديث قبل أن تأتي رياح التحقيقات بما لا يشتهي كلاهما، حيث أكدت أن “أحمد خير” مات نتيجة للتعذيب وهو أمر متوقع في ظل العنف الذي واجهت به القوات الأمنية الاحتجاجات الأخيرة، واشتاط بعض أفرادها وقسوا في مواجهة الشباب الثائر بشكل انتقامي يدعو للحيرة والعجب ويخرج عن منطق أنه تأدية واجب وتنفيذ تعليمات، إلى حقد وتشفٍ تحتار في حضرته الطبيعة البشرية، لكن كمان لا بد من القول إن جهاز الأمن والمخابرات مثله تماماً وأي مؤسسه أخرى فيه الصالح وفيه الطالح، فيه العقلاني وفيه المتهور، ومثل ما أن هناك طبيباً واحداً من ملاييييين الأطباء المحترمين أولاد الناس الإنسانيين إلى أبعد حد، هناك طبيب (فقر وود ستين لذين) ولا علاقة له بالإنسانية، ومثل ما أن هناك آلاف وملايين الموظفين المحترمين الذين يقضون معاملتك باحترام وتهذيب، هناك واحد أو عشرة ما عندهم غير العرقلة ووضع المتاريس والعصي على العجلات، ومثل ما أن هناك الآلاف من الأئمة والدعاة ومثلهم من المعلمين أصحاب رسالة وقيم وأخلاق، تجد واحد اتنين تلاتة ما عندهم أخلاق ومتحرشين ومسيئين للكيان الذي ينتمون إليه، وهذا بالضبط ينطبق على حالة جهاز الأمن والمخابرات الذي هو الآخر فيه وفيه كما الآخرين، وبالتالي لا نستطيع أن نحكم على المؤسسة بأكملها بالسوء والخيانة واللا إنسانية، ومثل ما أننا نطالب بتغيير شامل وثورة على كل أوجه القصور في مؤسسات الدولة ونظافتها لتصبح في خدمة الشعب، نطالب بالمثل بتنظيف جهاز الأمن من الذين شوهوا صورته وجعلوه مجرد فرقة إعدام وليس جهازاً لحفظ الأمن القومي الذي هو أمن الوطن والمواطن، ولتكن البداية بمحاكمة قتلة المعلم الشهيد “أحمد الخير” نسأل الله أن يتقبله عنده شهيداً، ثم يبدأ التقييم لأداء هذه المؤسسات الأمنية، لأن المستقبل لن ينتهي في ديسمبر العاصف هذا، وجميعنا نتطلع لمستقبل مشرق تشهده الأجيال التي نادت بالتغيير وتداعت له، وخلوني أعود لوالي كسلا، “جماع” الذي يبدو أنه رجل لا يعرف الشفافية وهو دائماً في حالة نكران للوقائع والأحداث، فيوم أن ضربت كسلا حمى الكنكشة، ضرب الرجل حصاراً من التكتم على الوباء، ولم تصل الحقيقة إلى المركز إلا بعد أن وقع الفأس على الرأس، وها هو للمرة التانية يتسرع ويبعد شبهة قتل مواطنه بالعنف، وينسب موت الرجل إلى التسمم، ثم يعود ليقول مبرراً ذلك إنه قد تم تضليله بالتقارير، لذلك قال ما قاله وهو لعمري أمر يفضح بعض العقليات التي تدير هذه البلاد والتي تجلس في مكاتبها وتنتظر جلاء الحقائق من خلال التقارير المضروبة وليست المكتوبة، وهذا بالضبط هو سبب الوكسة التي نعيشها،
والوضع الطبيعي أن الوالي وبصفته رئيس لجنة الأمن بالولاية، كان يمكنه استقصاء الحقيقة ومعرفتها، ولو أنه كلف نفسه بالنظر إلى جثمان الشهيد فلربما استبان الأمر، والحقيقة بالنظر ذي نظرية الدفاع بالنظر، ولربما جنب نفسه هذا الموقف البائخ ولكان هو من يقود التقارير الحقيقية، لا أن تقوده التقارير المضللة التي تريد أن تلوي عنق الحقيقية وتضيع دم الشاب هدراً، وتغري آخرين لممارسة ذات الفعل مرة واتنين وعشر، ومن أمن العقاب أساء الأدب.
الدايرة أقوله إن حديث الوالي “جماع” يوضح كيف تدار الدولة السودانية، كيف أن كثيراً من المسؤولين بعيدون تماماً عن أرض الواقع، كيف أنهم بهذا البعد يهضمون حق ناس كتار ويظلمون ناس كتار، وبالتالي يهضمون حق البلد كلها ويظلمون البلد كلها!!
}كلمة عزيزة
سعدنا في هذه الصحيفة بإحرازنا للمركز الثالث لأكثر الصحف السياسية توزيعاً، وإن كنا نعتقد أننا الصحيفة الأولى طرحاً لمشاكل وقضايا المواطن السوداني وقرباً له، وهي الصحيفة الأولى تنوعاً في منسوبيها ومحرريها الذين هم خليط ما بين الشيوعي والبعثي والمؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني والاتحادي وحزب الأمة، وهم جميعاً يعملون في جو غاية في الديمقراطية والحرية بدون إقصاء أو وصاية، وهو ما نتلمسه يومياً في كتاباتنا التي لا تمتد إليها يد الرقيب ولا يضيق عليها صدر الناشر، فالتحية لكل الزملاء صناع هذا النجاح، بدءاً من الأخ فارس الكلمة وربان السفينة “الهندي عز الدين” والأخ “صلاح حبيب” وكل الزملاء في الأقسام المختلفة، وكتاب الأعمدة ومزيداً من النجاح في سباق التوزيع والسباق الأهم، وهو سباق المصداقية لدى القارئ السوداني.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية