عز الكلام

المبادئ لا تتجزأ

أم وضاح

جميعنا سعدنا بالصحوة الشبابية العظيمة التي عمت العديد من مدن السودان، جميعنا كنا سعداء وشبابنا يؤكد أنه لم يكن غائباً بالجسد أو الفكرة عن هموم شعبه وتطلعاته وآماله، وأنه ليس كما الصورة المزيفة التي غطت الصورة الأصل والتي تظهره أنه شباب لاهٍ وسطحي ومنفصل عن مجتمعه، لذلك كانت هذه الاحتجاجات بمثابة توضيح تاريخي لموقف الشباب السوداني الذي أكدت هذه الأحداث أنه لم ينسَ أحلامه وطموحاته المشروعة، مؤكداً أنه قادر على إدارة هذه البلاد لو أنه وجد الفرصة والمساحة لفعل ذلك والاحتجاجات نفسها كشفت جوانب مضيئة في شخصياتهم، أهمها الشجاعة المنقطعة النظير التي أبدوها وهم يواجهون البمبان والرصاص والعنف ليقولوا كلمتهم، لكن في الجانب التاني لا بد أن أقول إن هذه الاحتجاجات خاصة التي يقودها بعض مناضلي الفيسبوك، أظهرت أسوأ ما في الكثيرين منهم الذين ادعوا الثورية وركبوا الموجة، فأظهرت قلة حجتهم وبذاءة ألسنتهم وضيق أفقهم وصدرهم في احتمال أي شخص يخالفهم الرأي أو الرؤية، فأساءوا لهذه الثورة وأساءوا لمقاصدها وجعلوها مجرد محكمة لتوزيع صكوك الغفران وتخوين فلان وتخويف علان، وأي رأي مخالف فإن صاحبه من قائمة الذين تنتظرهم المشانق والمقاصل، وما نقرأه يومياً على صفحات التواصل الاجتماعي شيء مقرف ومخزٍ أن يصدر من بعض الذين يدعون أنهم ضد الظلم وهم يرتكبونه صباح مساء، وأنهم ضد الإقصاء وهم يمارسونه بالسر والعلن، وأنهم ضد القتل وهم يفعلون ما هو أسوأ من قتل الجسد، قتلاً للمعنويات وإساءة لخلق الله،
كيف سنصدق أن هؤلاء يريدون ثورة لتغيير المفاهيم، ومفاهيمهم لونها مصبوغ بالأسود الداكن؟
كيف يرفعون شعار الحرية، والحرية عندهم أن يتحدثوا ويسمعهم الآخرون فقط، كيف يطالبون بالعدالة وهم يطلقون الأحكام كيفما اتفق ويصنفون الناس بطريقة من ليس معي فهو ضدي، ويستاهل الشنق والحرق، كيف يتباكون على المساواة والناس عندهم درجات على حسب تصنيفاتهم السياسية والأيديولوجية، كيف يحلمون بدولة القانون ولسان حالهم يتوعد مخالفيهم في الرأي بالويل والثبور وعظائم الأمور، كيف يتحدثون عن ثورة شاملة ولا يكلفون أنفسهم عناء بذل الكلمة الطيبة والمفردة النظيفة، كيف يتحدث هؤلاء عن الشفافية والسمو في المنافسة السياسية، وليس لديهم استعداد لاحترام الآخر، ليكون سلاحهم فيديوهات حقيرة ومخجلة وتعدياً على خصوصيات الأسر!!
الدايرة أقوله إن ثورة الشباب السوداني، ثورة مستحقة، لأنهم واطين على جمر المعاناة ويبحثون عن واقع أفضل وأجمل، لكن هذه الثورة لم يشوهها إلا الذين يحاولون اختطافها وركوب موجتها، وهؤلاء لن تهمهم المحافظة على نبلها أو قداستها أو شرف مقاصدها، لأن أهدافهم لا علاقة لها بشعب السودان وأزماته وقضاياه، وهم لا يذكرونه إلا في المناسبات ادعاء لبطولات زائفة وتصفية لحسابات وثأرات لا علاقة لها بمصلحته ومستقبله.
}كلمة عزيزة

في بداية هذه الاحتجاجات قلنا إن الاحتكام لصندوق الانتخاب هو الحل لتداول السلطة، وإنه على القوى السياسية أن تستعد للمعركة الانتخابية، وإنه لا بد من حوار حقيقي للوصول إلى حل للأزمة، فقامت علينا ذيول المعارضة شتماً وقالوا تسقط بس، ولما لم تسقط بس، بدأت نغمة جديدة بمغازلة الجيش لاستلام السلطة، وهو نفس الجيش الذي اتهموا قياداته وكالوا لها الشتائم، صحيح تابوها مملحة تفتشوها قروض.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية