نوافذ

جئني بمثل هذا الحُب..

على ذات الطريق.. وبذات الجرح.. أسير وبعضي يلوم بعضي عليك..

فيقول جزء مني.. أحبه بجنون.. إذن إنه القلب..

المتمرد الذي لا تقهره جيوش اللوم والعتاب..
العدو الذي ينبض بين جوانحي ولهاً وشوقاً لمسافر ضل الطريق وما عاد..
تستحلفك بنات البوح في دمي..
والقصائد التي ترتمي بين ذراعيك عطشى تفيض حباً.. وهياماً..
تستحلفك حروف اللغة التي لم يعد يعنيني منها جميعاً سوى حرفين.. عد..
تستحلفك الروح التي ألقيت تعويذتك على بابها..
فانتهت إلى الموت على قيد الحياة.. فالحياة ونعيمها بقربك..
والموت يحمل طياته ويحتوي ما تبقى مني ببعدك القاتل..
أتساءل لِمَ لَمْ يضع القانون نصاً يعاقب القاتلين بالحب والشوق؟؟
أترى لم يسجل التاريخ عاشقاً مات ولهاً وشوقاً.. ماذا عن مجنون ليلى إذن..

وماذا عن من تاهوا في طريق الحب.. مثله..
أم أن هؤلاء العاشقين (مرقوا للربا والتلاف) كما تقول المقولة السودانية الشهيرة..
أي أن دمهم صار حلالاً بعد أن غادروا عالمهم طوعاً أو كراهية..
أبحث بين كل ذرة تفكير وأخرى عن عذر يجنبك حرج الاتهام..

فلا أجد.. مراراً وتكراراً فعلت ولم أجد..

أو ربما أنك لا تحتاج لعذر.. لأنك وحدك الذي يبث الحياة بجسدي حين كل موت..

فلِمَ الاتهام وأنت تملك فيّ حق الحياة؟؟
أحتاج لعمر آخر أعي فيه أنك لست هنا.. ليس هذا هو الزمان ولا المكان..

إذ ليس ثمة ما يخرجك من مخيلتي.. لا الحلم.. لا الموت.. ولا الواقع..
لذا. أنا هنا.. في زاوية من الكون.. أنزوي تحت لغتي.. أختبئ خلف وجعي..

أتدثر بذكرياتي التي تخونني أحياناً بمرها فينكشف جسد أفراحي للبرد..
أحبك حتى ينتهي النبض.. فجئني بمثل هذا الحب.. أو .. فلتعد

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية