ولنا رأي

عاصمة خالية من النفايات والأنقاض!!

أصدر المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية عدة ضوابط متعلقة بنظافة الخرطوم والتي حصرت في اثنتي عشرة فقرة كلها متعلقة بكيفية وضع النفايات في الأماكن المحددة لها مع تخصيص عربات وعمّال لخدمة الشوارع الرئيسية والتقاط المبعثرات. كل الضوابط التي جاءت جيّدة وتجعل من العاصمة عاصمة حضارية إذا ما التزم الطرفان المواطن الذي عليه أن يضع نفاياته في اليوم المحدد لنقلها عبر العربة المتخصصة ليوم أو يومين في الأسبوع واعتمدت هذه المرة صافرة تنبيه المواطنين لوصول عربة النفايات وعلى كل سكان الحي إخراج نفاياتهم، هذه الفقرة كان معمول بها من قبل ولكن ما أن يسمع المواطنون الصافرة ويخرجون مسرعين لنقل نفاياتهم يجدون العربة قد غادرت إلى مسافة بعيدة ومن الصعب اللحاق بها والعاملون المعنيون بنقل النفايات مع تلك العربة ينتهزونها فرصة ويلتقطون ما هو موجود أمامهم فقط وأحياناً يبعثرون النفايات ولا يستمعون إلى مناداة من فاتتهم العربة وبذلك نكون قد فشلنا في المهمة الأساسية لأخذ نفايات الأحياء خلال اليوم أو اليومين اللذين تم تحديدهما، هنا لابد أن تأتي الهيئة بعمال مطيعين وملتزمين بنقل النفايات والانتظار لأخذها لأن الغرض الأساسي من تلك العربات نقل النفايات وليست العربات للعرض فقط.
أما فيما يتعلّق بالشوارع الرئيسية وهذه ليست مشكلتها النفايات وإنما الأنقاض والأتربة فنلاحظ أن معظم الشوارع الرئيسية يكسو طبقة الإسفلت فيها – جزءًا كبيرًا منها- التراب،العاملون في نظافة الطرقات الرئيسية رغم كثرتهم يتجدد هذا التراب في أقل من أسبوع وحتى التراب الذي أزيل لا يبعد كثيراً عن الطريق فنلاحظ أن العاملين يضعونه في منطقة أقرب إلى الطريق ومع حركة السيارات والهواء يعود التراب مرة أخرى إلى الإسفلت، يجب ابتكار وسيلة جديدة لإزالة التراب نهائياً من الإسفلت إما بأنبوب ساحب مع نقل التراب إلى المناطق المنخفضة وما أكثرها وهي في حاجة إليه.
أما الأسواق فحدّث ولا حرج فلكما أزيلت النفايات نجدها قد تجددت في نفس اليوم وبصورة أكثر مما كانت عليه ولذلك يجب أن توضع غرامات على أصحاب المحال التجارية بالأسواق خاصة الذين لا يلتزمون بوضع النفايات في الأماكن المحددة، فالأسواق أصبحت (كوشة) كبيرة والنفايات تجدها في كل جانب وعلى الأخص بمواقف المركبات مما يشوّه صورة الأسواق والتي قد نلاحظها في أسواق العالم أما الأنقاض أو مخلفات المباني فرغم القانون ولكن نلاحظ أن أي صاحب محل تجاري أجرى تعديلاً أو صيانة في متجره ترك المخلفات في أماكنها وهذه كثيرة في الأسواق وأيضاً نلاحظها أمام دواوين الحكومة لا المسؤول داخل هذه المؤسسة لاحظ الصورة القبيحة أمام مؤسسته ولا الجهات التي ينبغي أن تراقب مثل تلك الصور التي لا تشبه العواصم.
نحن نشد على يد محافظ الخرطوم نمر ومن قبله السيد الوالي الذي يسعى إلى أن تكون ولاية الخرطوم واحدة من أرقى العواصم العربية والأفريقية فقط يحتاج إلى يد تساعده والتزام من جانب المواطن الذي يرغب في أن تكون له عاصمة أشبه بعواصم الدنيا من حيث النظافة والانتظام والجمال.. كل الضوابط التي قدمتها الهيئة الإشرافية لنظافة ولاية الخرطوم ممتازة ويمكن تحقيقها إذا كانت هناك جهات تراقب العمل وتشرف على العمال ومتابعتهم ومحاسبتهم وقد لاحظنا أن دول الخليج وفي المملكة العربية السعودية البنقالة والفلبينيين والتايلانديين وكل الذين يعملون في النظافة لا يتركون عود ثقاب على الأرض وحتى مصر القريبة تعاقب المواطنين الذين لا يساعدون على نظافة البيئة فهل نتوقع أن نكون قريباً أشبه بأولئك،ليس ذلك ببعيد إذا راقبنا العامل ومنحناه ما يستحق نظير عمله أولاً بأول.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية