ولنا رأي

القصة ما ستات شاي!!

صلاح حبيب

بدون أي مقدمات أصدر معتمد الخرطوم السابق، الفريق “أحمد علي أبو شنب” قراراً بمنع ستات الشاي من العمل بشارع النيل، ووقتها سعادة الفريق كانت له مبرراته، لأن شارع النيل لم يكن مكاناً للترويح والونسة، بل كانت هناك العديد من المظاهر السالبة التي دفعت السيد المعتمد من إغلاق شارع النيل فوراً، فالآن وبدون أي مقدمات صدر قرار من السيد المعتمد الجديد، بفتح شارع النيل للشباب ولستات الشاي، فإن كان القرار الجديد مقصود به امتصاص حالة الاحتقان الموجودة في الشارع الآن وأن الاحتجاجات كان سببها إغلاق شارع النيل ومنع ستات الشاي من ممارسة عملهن، يكون من أصدر القرار لا يعرف الأسباب الأساسية التي حركت أولئك الشباب وشارع النيل وستات الشاي براءة من ذلك، في كل الدنيا هناك أماكن للترويح من ضغوط الحياة وشارع النيل لم يكن فيه أنبياء فهناك ممارسات خاطئة دفعت المسؤولين إلى اتخاذ القرار السابق، خاصة المخدرات التي ضبطت بالشارع وتم تصوير أوراقها من قبل الحادبين على مصلحة البلد والشباب، ولكن قبل الإغلاق كان من المفترض دراسة الموضوع بكل جوانبه قبل اتخاذ القرار المتعجل، فالفراغ الذي أحدثه الشارع ربما يكون واحد من العوامل التي جعلت الاحتجاجات تستمر إلى الآن.. ولكن ليست بنسبة مية في المية يمكن أن يكون هو، ولكن جزء منه، فإن أرادت معتمدية الخرطوم أو الجهات المسؤولة بالدولة أن تعالج تلك الأمور لابد من معالجتها بصورة أفضل من ذلك حتى فتح الشارع في ظني فيه تعجل فكان من المفترض أخذ رأي عدد من الشباب بعد جلسة مطولة من الجهات المسؤولة لمعرفة رأي الشباب في ذلك حتى لا نضع المشكلة كلها في هذا الشارع، فإذا كان شارع النيل سبباً في تلك الاحتجاجات أو إحداث فراغ لهم فما بال سكان أم درمان وبحري والشقلة والحاج يوسف وغيرهم من الشباب، هل هناك شارع نيل في أم درمان تم إغلاقه أو في الحاج يوسف أو في غيرها من مدن الولاية؟ القضية أكبر من شارع النيل وأكبر من ستات الشاي، فيجب أن تدرس كل الأمور بتأنٍ شديد حتى يمكن أن يصل المسؤولون إلى الأسباب الحقيقة التي دفعت أولئك الشباب إلى الخروج حتى الأزمة الاقتصادية ليس هؤلاء الشباب معنين بها كثيرا، فالشباب يكيفون وضعهم بالطريقة التي يرونها هم وليس أي جهة أخرى، فإذا كانت الدولة هي التي توظف منسوبيها دون منسوبي الأحزاب الأخرى فالإنقاذ منذ أن حلت هناك ظلم وقع على الشباب طوال حكمها.. ولم يخرج واحد من أولئك الشباب محتجاً أو مطالباً برحيلها، والإنقاذ الآن قاربت أن تكمل الثلاثين عاماً، ألم يتخرج طوال تلك الفترة شباب من الجامعات ولم يجدوا وظائف كأقرانه ممن وجدوا الوظيفة جاهزة بالنسبة لهم وكابد أولئك الشباب بطرقهم الخاصة وبحثوا عن العمل في منظمات أو هاجروا في بلاد الله، وهؤلاء لم يكونوا منتمين إلى أحزاب سياسية وليست لهم أدنى علاقة بالانتماءات الحزبية، لذا فإن الاحتجاجات التي خرجت مؤخراً وضمت العديد من الشباب لا اعتقد أن لها علاقة بشارع النيل ولا ستات الشاي.. فهذه قضية لا بد من بحثها من قبل الجهات المختصة، لأن القضية الآن أصبحت سياسية أكثر منها قضية شباب أو قضية انعدام خبز أو وقود.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية