شهادتي لله

سحب فئة الـ(50) جنيهاً.. الاقتصاديون يؤيّدون

{ تلقيتُ أمس اتصالات عديدة من مصرفيين واقتصاديين، تؤيد فكرة استبدال العملة من فئة الـ(50) جنيهاً القديمة، قبل طرح فئة الـ(100) جنيه، وذلك لسحب السيولة المتراكمة خارج النظام المصرفي في خزائن البيوت والشركات الخاصة والعامة، بما يقدره الخبراء بنحو (85%) من حجم الكتلة النقدية في السودان!!
{ تقديرات أخرى تشير إلى أن (90%) من السيولة الموجودة خارج البنوك، هي من فئة الـ(50) جنيهاً ذات اللون (الأخضر).
{ إلغاء هذه العملة من هذه الفئة تحديداً، يعني إعادة السيولة إجبارياً بما قيمته (ترليونات) الجنيهات إلى خزائن البنوك خلال أسبوع واحد فقط.
{ وعودة هذه المبالغ الضخمة إلى بنك السودان، يعني بالضرورة انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه، حيث يموت سوق التداول بالكاش وهو الأكثر نشاطاً وتأثيراً، خاصةً في سوقي الذهب والنقد الأجنبي.
{ لقد دخلت البلاد في نفق أزمة السيولة المظلم بسبب توجيه كميات هائلة من النقد المتوفر بالبنك المركزي لشراء الذهب، ما جفف الموارد من العملة المحلية، فاضطرت الدولة لطباعة كميات إضافية من فئتي الـ(50) والـ(100) جنيه، وهي ماضية في الطريق لطباعة فئتي الـ(200) والـ(500) جنيه، ما يعني مضاعفة نسبة التضخم بصورة متسارعة ومدمرة للاقتصاد.
{ أيّد فكرة سحب فئة الـ(50) جنيهاً القديمة الخبير وعالِم الاقتصاد والإدارة الدكتور “التجاني السيسي”، فقد هاتفني أمس مؤكداً أنها الفكرة الصائبة والوحيدة حالياً لاستعادة الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي، وذكر لي دكتور “السيسي” أن طرح فئة الـ(100) جنيه، دون سحب كميات من النقد الموزع خارج البنوك، يعني نفاد الكميات المطبوعة من الفئة الجديدة خلال فترة وجيزة.
{ “السيسي” قال إنه قدم هذه الفكرة لمسؤول كبير بالحكومة، لكن أحداً لم يلتفت للمقترح.
{ مدير بنك البركة فرع أم درمان الأستاذ “عادل السر” قال لي إن سحب فئة الـ(50) أو تبديلها بالـ(100) جنيه، لمن يورد للبنك مبالغ محددة، سيوفر التكلفة الباهظة لطباعة المزيد من العملة من الفئات المختلفة.
{ وإذا كان هذا رأي كبار الاقتصاديين والمصرفيين، فأرجو أن تستوعب حكومة السيد “معتز موسى” هذه الأفكار، فلا تباهي وتفاخر بطرح فئة الـ(100) جنيه، وتوزيعها مرتبات للعاملين اليوم وغداً، ثم (تقعد) تتفرج على نفاد السيولة من البنوك، و(كأنك يا أبو زيد ما غزيت)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية