حوارات

القيادي بالمسيرية العُمدة (يحيى جماع) في حوار الراهن حول منطقة أبيي (1ــــ 2)

*مشروع القرار (2445) مجرد التفاف، لتسليم أبيي على طبق من ذهب لدينكا نقوك

 *مؤتمر الستيب خاص بأوضاع المسيرية في أبيي، والتقينا على كلمة واحدة (يربطنا حبل ويقطعنا سيف).

* حرم علينا الدخول إلى مدينة أبيي، وننظر لدخانها من البعيد، بيد أن العالم سيشهد  يوم دخولنا للمدينة 

*دينكا نقوك، يعمدون في التعاطي مع نزاع أبيي، بالمفهوم الذي يخدم قضيتهم  وأن خالف سياسة جوبا

 حوار : سيف جامع

 الحرمان من الدخول إلى مدينة أبيي، إلا بتصريح مسبق أو وثيقة سفر (جواز) أو إبراز أسباب مقنعة، من العراقيل التي تحول دون دخول المسيرية إلى المدينة، كما في سابق الأيام، هذه الأسباب وعوامل أخرى، دفعت المسيرية بعقد مؤتمر جامع في منطقة الستيب على مقربة من مدينة أبيي، استنكاراً لما اعتبروه تحجيما لهم في المنطقة، واستبطن المسيرية أن مشروع القرار (2445) الصادر لاحقا من الأمم المتحدة، أنه لا يخرج من كونه  مجرد التفاف حول القرارات السابقة لحل النزاع في المنطقة، وأن القرار يهدف في تفاصيله لتسليم مدينة أبيي لمشيخات دينكا نقوك.

(المجهر) أجرت حواراً مع عمدة المسيرية “يحيى جماع”، للحديث عن أهداف المؤتمر وتداعياته على المنطقة، فإلى نص الحوار..

*بداية حدثنا عن حيثيات عقدكم لمؤتمر الستيب الأخير داخل أبيي؟

هي حيثيات بالغة الخطورة أولا، حدث خلل واضح جدا، في اتفاقية الترتيبات الأمنية 2011م، والتي تنص على تكوين الإدارة المحلية، والمجلس التشريعي والشرطة، هذه الاتفاقية نفذ منها الجزء المتعلق بدخول القوات الإثيوبية أما بقية البنود لم تنفذ وهي البنود التي تجعل المسيرية ودينكا نقوك داخل أبيي، حدث تماطل في تنفيذ الاتفاقية أكثر من ثلاث سنوات لم تنفذ، كما لم تنفذ بقية البنود وهي أساس  التعايش، ومشروع القرار (2445) هو ليس قرارا وإنما التفاف على اتفاقية الترتيبات الأمنية 2011م، وبصورة ما وأخرى فيه تمليك بمعنى  إعطاء دينكا نقوك حق تمليك   وحق إدارة أبيي كاملة وأن وإدارة الشأن من الدخل، فيما يدير المسيرية شأنهم من المجلد، ونفتكر هذا أخطر من بروتوكول أبيي وتقرير الخبراء الأجانب ومن قرار محكمة التحكيم بلاهاي نفسها، بالإضافة لذلك حدث استدراج لأخينا الفريق “مهدي بابو نمر” في بيان ما عرف ببيان (شيوخ مهتمي القبائل) دا فيهو استدراج “لمهدي” وتم فيه عمل ليس على السطح وأنا مع شخصين آخرين جاءتنا معلومات أنه عمل جهات خارج إطار المسيرية وهذا دعانا إلى عدم تكرار التجارب بعمل السياسيين من أولادنا، ونحن كقواعد  ومجتمعات محلية والناس     تعاني خارج إطار الصورة، هذه الأشياء التي دعتنا إلى قيام المؤتمر وكان مؤتمرا غير مسبوق ومؤتمر الستيب الأخير هذا منذ قيام مؤتمر الستيب (1) مشكلة أبيي لم يشهد مؤتمرا مثله حضورا كثيفا، وإصدار قرارات قوية .

*في الفترة الأخيرة هنالك حديث عن تعايش بينكم ودينكا نقوك ما الذي طرأ؟

نحن نفتكر أن التعايش لا يمكن أن يكون من جانب واحد لأن التعايش الآن من جانب المسيرية، مشينا أديس أبابا  تحدثنا عن التعايش وفتحنا سوق السلام أو الزراف على بعد (7) كيلومترات من أبيي المدينة من أجل التعايش وتقارب وجهات النظر.

وبنينا جسور السلام والتعايش لكي نعيد الثقة ونرجع مع بعض مثل ما كنا في أبيي المدينة، لكن مماطلة بعد شهرين بعد ثلاثة أشهر بعد سنة إلى أن وصلنا إلى ثلاث سنوات، في هذه الفترة لم ندخل أبيي المدينة بعد فتح السوق والمعابر وكل ما فعلناه، فما ممكن يا أخي التعايش يكون من طرف واحد، شعرنا أن هذه معادلة مختلة، ومن جهة أخرى من غير ترسيم حدود، والقرار (2445) نحن نفتكر أنه هو يريد أن يعطي المدينة في طبق من ذهب لدينكا نقوك خالصة وهذا لن يحدث، أما حياة بكرامة أو موت بكرامة، هذا خيارنا وقراراتنا كانت واضحة.

*من الذي يدعم قيام المؤتمر؟

المؤتمر هو مؤتمر المسيرية ليس به تنسيق ومن جانب الحكومة كجسم غير موجودة فيه وهو مؤتمر منطقة المسيرية، والمسيرية قالوا كلمتهم فيه واضحة دون رياء أو لبس وكل المسيرية في التنظيمات السياسية في المجتمع المدني كمواطنين التقينا على كلمة واحدة (يربطنا حبل ويقطعنا سيف) لأن الخطورة ليست خطورة منظمة وإنما خطورة منطقة كاملة ونحن نعلم جيدا بأن قضية أبيي هي ليست قضية المسيرية وإنما قضية وطن، لذلك قلنا كلمتنا ومعنا سودانيين آخرين والدولة على العين وعلى الرأس والحكومة هي غير موجودة معنا في المؤتمر والكلمة كانت كلمة مسيرية مجردة واضحة ورافضة لكل القرارات الدولية والقرارات المحلية.

*هل إشرافية أبيي كانت موجودة؟

لم تكن موجودة لأنها جسم سياسي مناط به إدارة منطقة أبيي حتى لا تكون التحفظات بها جوانب سياسية وغيره.

*دوافع المؤتمر؟

الانتهاكات من قبل دينكا نقوك موجودة وآخرها كانت قبل المؤتمر قتل أحد الرعاة وسرقت أبقاره، هذا وقع من الناحية الشرقية من سوق الزراف (السلام) على بعد كيلومتر ونصف، وحتى لا تسمع القوات الإثيوبية صوت السلاح تم ضربه ضرب بسلاح أبيض.

*كيف كانت الاستجابة للمؤتمر؟

عدد الحضور (6) آلاف شخص، وما حدث أن في قضية أبيي في كل المؤتمرات منذ مؤتمر رفض قرارات محكمة التحكيم في لاهاي ومؤتمر الستيب الأول وفي كل التجمعات التي كانت تتم والتظاهرات السابقة ما حدث حضور ورفع احتقان مثل حدث في المؤتمر الذي تم مؤخراً.

*إلى من وجهت الاتهامات بالسرقة ؟

طبعا إلى دينكا نقوك، واعترفوا، والأبقار وجد جزء منها في مدينة أبيي ووعدوا بإرجاع الأبقار عبر إدارتهم الأهلية ومشايخهم وكان اعترافهم واضحاً.

*هل هناك ثمة عراقيل على الأرض دعت لقيام هذا المؤتمر؟

العراقيل أكثر من عدم مقدرتنا التحرك من سوق الزراف إلى  أبيي المدينة والتي تبعد (500) متر، فإذا أردنا الدخول إليها، لازم تواجه بتصريح ويكون عندك جواز ولازم يكون عندك غرض في أبيي المدينة، ونحن نعتبر كل هذه عراقيل واضحة وتحد من تحركنا بحرية في   أبيي، بينما هم يتحركون بحرية كاملة إلى أن يصلوا الخرطوم والمجلد والفولة ومدني وكل مدن السودان يتحركون، ومتواجدون ويمارسون العمل ونحن لا نستطيع دخول أبيي المدينة وننظر إلى دخانها من على البُعد، هل هذا نسميه تعايشا، وبذات القدر السياسيين الذين يخططوا في أروقة الأمم المتحدة يعملوا مشروع قرار ويلتفوا حول اتفاقية الترتيبات الأمنية التي تمت بين الرئيس السوداني والجنوب سوداني، والتي وقعوا عليها في 2011م وأمر أبيي بيد الرئيسين ويأتي علينا مشروع قرار من الأمم المتحدة من وراء البحار ويفرضوا علينا واقعا نعامل على ضوئه، وإذا ما حركنا مشروع القرار هذا والبنود المفروضة، حتى القوات الإثيوبية تمنعنا من دخول أبيي ونحملها المسؤولية لأنها منذ أن  جاءت فرضت واقعا بأن المسيرية لا يدخلون أبيي المدينة، وعندما نسأل قائد اليونيسفا يقول أنا ما مانع الناس، لذلك المؤتمر قررنا فيه دخول أبيي كمواطنين عزل، والعصي دي لو مافي ليها داعي إنحنا نتركها وندخل، أبيي المحرمة علينا دي سندخلها، وننتظر القوات الإثيوبية هل تدهسنا بمدرعاتها، وهل تضربنا سلاح، نحن عزل من السلاح، لكن سندخل رغم ذلك والتوقيت حددناه ولن نفصح عنه، لكن يومه العالم كله سيعرف.

*كيف كانت ردة فعل الحكومة حول المؤتمر..؟

نحن أهل شأن وقضية، الجانب الرسمي لديه من الاتفاقيات ما يعرقل تحركه منها اتفاقيات دولية وسياسية لكن نحن وجدنا كل ذلك لا يخدم لنا غرضا، المعادلة التي نريدها لابد أن تكون موازية لمعادلة دينكا نقوك، شعرنا أنهم لا يستجيبوا لحكومة الجنوب وهي لا تستطيع توجيه الدينكا بأن يعملوا كذا وكذا، ودينكا نقوك الآن تنسيقهم مع فرانسيس  دينق، وهو استغل وجوده كسكرتير في يوم ما للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استغل منصبه تماما واستغل منصبه كناطق رسمي لحكومة الجنوب في مجلس الأمن، الآن الرابط هو الرابط بين الأمم المتحدة وحكومة الجنوب وساستهم، ودينكا نقوك ما شغالين بحكومة الجنوب شغالين بمفهمهم الذي يخدم قضيتهم وهم ما خاضعين لجهة  وفرضوا واقعا من دون دولتهم، أما نحن ما الذي يجعلنا أن نتقيد، وأقول ليك صراحة في قضية أبيي ننسق بفهمنا والحاجة التي نعرفها، لكي تكون المعادلة صحيحة.

*شكلت سابقاً لجاناً شعبية مشتركة من الجانبين ماذا فعلت وأين هي الآن؟

الآن اللجان الشعبية بعد مؤتمر الستيب في قولي تلاشت وهذه اللجان كانت أصلا موجودة بوجود السوق والتعايش، وحاليا حبل التعايش أصبح غير موجود لا توجد لجنة والكلمة الآن كلمة المؤتمر والقرارات التي أصدرها ولا مكان للجان، وهي كانت تعالج مسائل السلام وتقارب وجهات النظر وكانت اللجان حبل وود ووصل بيننا ودينكا نقوك، ونحن السلام مدينا حباله خالص عبر اللجان الشعبية والمشايخ والعمد والأعيان، لكن الآن المؤتمر عندما قام بناء على الخروقات التي أصلا كانت تحدث وأصبحت ما في مساحة للسلام بالتالي أيضا ما في مساحة للجنة تمثل جهة محددة .

*هذا يعني العودة للمربع الأول؟

أريد أن أقول لك إن الوضع اختلف، من الوضع قبل المؤتمر خاصة بعد القرارات التي صدرت، والآن الوضع (فتيل بارود ونذر) قد يكون قابلا لكل الاحتمالات عشان ما نقعد نتكلم كلام تاني فيهو أي التواء وبه لي لعنق الحقيقة، ونكون واضحين بقدر ما إنك لا تسمح لي أن نذهب لأبيي أنا أيضا لا اسمح لك أيضا بالمرور.

لن  تبقى رئة متنفسة، السوق دا لا يغطي أبيي فقط، هؤلاء  جنوا على أنفسهم والقبائل الأخرى التي كانت علاقتنا معها متميزة، السوق يغذي منطقة واسعة لغاية قبريال وأويل وجوبا نفسها، كافة البضائع تصل لهم، ومن السوق تتحرك جرارات مليئة بالبضائع ومن تسهل حركة مواطني جنوب السودان يعبروا عبر طرقنا ومعابرنا بسهولة ويسر والسوق نفسه نقطة انطلاق  للحركة من وإلى الخرطوم ومدن جنوب السودان الأخرى، بعد كده المعاملة بالمثل ما ممكن نكون ممر، والآخر   يتمسك بالحق، ونحن أبيي ما حقتنا؟ طبعا حقتنا ودفعنا فيها ما دفعنا، متنا وتشردنا أموالنا نهبت وترملت نساؤنا وتيتم الأطفال، ولا يمكن أننا نكون في مستوى التنازل الكامل وأن تعبر وتأكل مني وتصل ما تصل ما تروم أن تصل إليه، ومن طرفك لا أجد أي شيء ولا أي  تنازل، المعادلة دي كدا مختلة والمؤتمر الأخير أعاد الأمور إلى نصابها تماماً، إلا إذا تغيرت الحاجات ممكن نرجع لوضعنا.

 

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية