تقارير

جولات ماكوكية لـ”البشير” في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة

من سوريا وقطر إلى القاهرة ثم الكويت

الخرطوم : ميعاد مبارك

بعد زيارة لسوريا، وأخرى لقطر، وقبل زيارته المعلنة للكويت، يتوجه رئيس الجمهورية، “عمر حسن أحمد البشير” إلى القاهرة اليوم الأحد في زيارة ليوم واحد، حسب سفير السودان في القاهرة، “عبد المحمود عبد الحليم” الذي قال لـ(المجهر) إن القمة السودانية المصرية، تأتي في إطار الحراك السوداني العربي وخصوصية العلاقة بين البلدين.

تأتي قمة “البشير” و”السيسي” بالتزامن مع الاحتجاجات الأخيرة، والتي شهدتها الخرطوم، وبعض الولايات، ودخلت في شهرها الثاني، على خلفية أزمة الخبز، وشح الوقود والسيولة، في وقت نصح خبراء اقتصاديون الخرطوم بضرورة تلقي دعم نقدي من الدول الصديقة، بالإضافة إلى الإصلاح الاقتصادي، للخروج من الأزمة الراهنة.

#تفاصيل الزيارة

سفير السودان في القاهرة “عبد المحمود عبد الحليم” قال في تصريح لـ(المجهر) إن الرئيس سيغادر إلى القاهرة اليوم بصحبة وفد يضم وزير رئاسة الجمهورية، دكتور “فضل عبد الله فضل”، ووزير الخارجية،   “الدرديري محمد أحمد”، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول “صلاح عبد الله قوش”.

“عبد المحمود” أوضح أن الزيارة تأتي في إطار الحراك السوداني العربي الحالي وخصوصية العلاقة بين البلدين، مشيراً إلى أن الاجتماع سيناقش موقف العلاقة السودانية المصرية، الذي وصفه “عبد المحمود” بـ(المتعزز)، وسيناقش الرئيسان حسب السفير الإنجازات التي تحققت منذ انعقاد اللجنة الرئاسية العليا في الخرطوم مؤخراً، فضلاً عن جهود السودان في حل النزاع في أفريقيا الوسطى بعد نجاح الوساطة السودانية في حل الأزمة في جنوب السودان، تشمل المباحثات إلى جانب الأوضاع في القارة الأفريقية، التطورات في المنطقة العربية خاصة سوريا وليبيا واليمن استباقا لاجتماعات القمة العربية في مارس القادم بتونس.

“عبد الحليم” أشار إلى أن “السيسي” سيترأس الاتحاد الأفريقي خلال الأسابيع القادمة.

وكان الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية ومديري أجهزة الأمن في البلدين، قد انعقد في الخرطوم في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي بالتزامن مع بداية الاحتجاجات في البلاد لتكون القاهرة أول من يعلن مساندة الحكومة السودانية، تجاه تلك الاحتجاجات، حيث قال وزير الخارجية المصري، “سامح شكري” في تصريحات صحفية ببيت الضيافة عقب لقائه رئيس الجمهورية (نشعر بأن الاستقرار في السودان يصب بشكل مباشر في استقرار مصر والعكس صحيح)، مشيراً إلى أن التلاحم بين القيادتين والشعبين والبلدين أمر ضروري وحيوي لمواجهة التحديات وأيضا تحقيق المصلحة المشتركة لمستوى تطلعات معيشة الشعبين.

وأكد الوزير المصري على ما أسماه التطابق الكامل في آراء البلدين فيما يلي القضايا الإقليمية والدولية لافتاً إلى ضرورة تكثيف التنسيق بين البلدين من أجل التعبير عن مواقف فيها وحدة رؤى وتلاحم في تحقيق المصالح، وقال “شكري” (هذا ما نعتزم الاستمرار عليه ونرى في ذلك إطار قوي لتحقيق مصالحنا المشتركة).

وقال “سامح” في إجابة على سؤال في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزيران ببيت الضيافة وقتها، حول إمكانية دعم القاهرة للخرطوم، في ظل الاحتجاجات الأخيرة (نحن نثق تماماً في قدرة السودان على التعامل مع هذه القضايا من خلال الإجراءات المناسبة ومصر دائما تدعم استقرار السودان وكل جهود الحفاظ على أمن ومقدرات الشعب السوداني)، وأكد أن القاهرة على أتم الاستعداد لدعم الخرطوم في إطار رؤية الحكومة السودانية لما تقدر أن تقدمه نظيرتها المصرية من مؤازرة ودعم وفقا للأولويات والسياسات التي تضعها الخرطوم.

وأوضح وزير الخارجية المصري، وقتها أنه نقل لرئيس الجمهورية، رسالة من نظيره المصري، أكد خلالها دعمه للخرطوم وتأكيده على أهمية الاستمرار في التواصل وتحقيق الاستقرار في البلدين ومواجهة التحديات من خلال العمل المشترك وتفعيل كافة أطر التعاون والتنسيق الثنائي.

#زيارات أخرى

وكان وفد وزاري سعودي قد زار الخرطوم أول أمس برئاسة وزير التجارة “ماجد القصبي”، وضم الوفد وزير النقل “نبيل العامودي”، ووزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية “أحمد قطان”، وقال “القصبي” في تصريحات صحفية عقب لقائه رئيس الجمهورية، وتسليمه رسالة من الملك “سلمان بن عبد العزيز” إن الزيارة تأتي بتوجيه من الملك السعودي تضامنا مع الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.

وقال الوزير السعودي إن الزيارة جاءت لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السودان، وزيادة التبادل التجاري، مشيراً إلى “زيارة لاحقة لرجال أعمال سعوديين إلى السودان في هذا الصدد، لافتا إلى تأكيد الملك “سلمان” على أن أمن السودان من أمن المملكة، وأن استقراره استقرار لها.
وقال “القصبي” إن السعودية  لم ولن تتأخر عن دعم السودان وشعبه تقديراً لمواقفه تجاه المملكة والدور الكبير الذي لعبه السودانيون في دعم مسيرة التعليم بالمملكة العربية السعودية.
وأوضح الوزير أن السعودية قدمت أكثر من (23) مليار ريال للخرطوم، منها ثمانية مليارات ريال في السنوات الأربع الأخيرة، وأكد أن ذلك جاء من باب الواجب، وأن هناك برامج تنموية وقروضاً واستثمارات دُرست، وأخرى قيد الدراسة في إطار التعاون بين البلدين.

وكانت الخرطوم من أوائل الدول التي شاركت في التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن الذي عرف بعاصفة الحزم، وكان رئيس الجمهورية قد قال في حوار صحفي خلال زيارة سابقة له للرياض في مارس 2015 إن أمن السعودية وأمن الحرمين الشريفين خط أحمر بالنسبة للسودان.

وكان  وزير الدفاع السوداني، الفريق ركن “عوض بن عوف”، قد أكد على موقف السودان الثابت في مواجهة جميع المخاطر والمهددات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية، وذلك خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة السعودية، الفريق أول طيار ركن “فياض حامد الرويلي”، ديسمبر الماضي، مؤكدا أن موقف الخرطوم يمليه واجب الدين والعقيدة والأخوة والتاريخ المشترك.

# سوريا

وكان رئيس الجمهورية، قد زار جمهورية سوريا، مع بواكير اندلاع الاحتجاجات في الخرطوم ليكون أول رئيس يزور الأسد منذ اندلاع الثورة السورية قبل (9) سنوات حيث دعت الخرطوم لعودة سوريا للجامعة العربية.

# قطر

وكان “البشير” قد زار قطر (الإثنين) الماضي، في زيارة استمرت ليومين التقى خلالها أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” أمير قطر، أكد خلال اللقاء موقف بلاده الثابت في حرصها على وحدة السودان واستقراره.

وقال وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد” في تصريحات صحفية وقتها أن هذه الزيارة تأتي في إطار التواصل المستمر بين القيادتين بشأن مختلف قضايا المنطقة، وأشار إلى أن قطر تتولى تنشيط مبادرة دارفور وأن اللقاء  بحث الاهتمام الاستثماري القطري في السودان، وما يجري في الساحة العربية والخليجية.

“الدرديري” أكد أن الزيارة لا علاقة لها بما يحدث في السودان من تطورات، وأن الزيارة كانت مقررة منذ وقت.

#زيارة مرتقبة للكويت

ويزور رئيس الجمهورية، الكويت عقب زيارته المقررة اليوم للقاهرة، فهل تنجح الخرطوم في حشد الدعم من حلفائها، وتستطيع احتواء الاحتجاجات والأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد؟.

 

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية