عز الكلام

أحقنوا الدم بس

أم وضاح

ما الذي يريد أن يصل إليه الحزب الحاكم بإصراره على تنظيم مواكب يخاطبها الرئيس في الولايات، عايزة أفهم شنو الممكن تغيرو هذه الزيارات في مجمل المشهد القاتم والرؤية المليئة بالضباب والعتمة، هل هذه الزيارات ستلغي الأسباب التي خرج من أجلها المتظاهرون؟.. هل ستحقق هذا الزيارات مطالب الشباب في حرية وعدالة اجتماعية؟.. هل ستمسح هذه الزيارات الألم الذي يشعر به ذوو الضحايا الذين حصدهم الرصاص خلال الأيام الماضية؟
أعتقد أن الذي نحتاجه الآن، هو مجموعة قرارات تهدئ من روع الشارع وتعيد الهدوء إليه، لأن خروج الناس إلى الشارع رفضاً واحتجاجاً لن يتوقف، طالما أن الحال في حاله والأزمة في محلها والناس تعاني صباح مساء، وحتى الآن للأسف لم تخرج الخطابات الرئاسية من لغتها القديمة التي ما عادت مناسبة للحظة ولا للأحداث التي أصبحت دموية ومأساوية والمتظاهرون معرضون للقتل في كل لحظة والفاعل مجهول، وكل جهة تتبرأ من دم الشهداء.
وكأن هذا الرصاص ترميه طير أبابيل من السماء، لذلك نقول وهو قول يمليه علينا ضميرنا وأخلاقنا، إن القمع الذي تواجه به الحكومة المحتجين غير أخلاقي ولا إنساني ولا يرضي ضمير، وهو يفاقم الأزمة صباح مساء، والمواكب التي تخرج لمقابلة الرئيس هنا وهناك هو محض تكتيك سياسي ليس هذا وقته، والحكاية تعدت السياسة وبقت دم وتار، وطالما أن الرصاص يدوي، لن تكون هناك فرصة لسماع صوت العقل والحكمة، وهذا ما يجعلنا نطالب للمرة الألف بعد المليون بضرورة وقف القمع تجاه المتظاهرين وحماية مواكبهم طالما أنهم عزّل إلا من سلاح أصواتهم وحناجرهم، وهو سلاح مشروع في ظل شعور المواطنين بالظلم والغبن، وما عدنا مستعدين لاستقبال مزيد من الجثامين التي حصدها طرف ثالث أياً كان، هو طرف مجرم بلا دين ولا أخلاق ولا ضمير، والحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عن كشفه، وقبل كشفه مسؤولة عن ضرورة منعه من مواصلة هذا الفعل الإجرامي، وهو ما لا أظن أنها ستعجز عن القيام به بأجهزتها ومؤسساتها العديدة، وعلى فكرة زيادة مساحات القمع لا تولد الخوف، بل على العكس، تولد التحدي والإصرار على المقاومة حتى آخر لحظة، وعلى الحكومة أن تصل لنتيجة مفادها أن الشارع السوداني لن يخيفه الرصاص، بل سيزداد عناداً على عناده، وإصراراً على إصراره، بل إن عمليات القتل هذه ستعقد الأمور وتجعل الطريق صعباً للوصول إلى أي حلول أو تسويات سياسية.
الدايرة أقوله إن الحكومة عليها أن تعلم أن المجتمع الدولي يراقب ما يحدث في السودان ولا أظنه سيقف أمام ما يحدث مكتوف الأيدي إن تصاعدت وتيرة العنف والقمع الذي يجب أن يتوقف بخروج الملثمين وغيرهم من المشهد، حتى يتركوا مساحة لصوت العقل، وهو صوت نرجو أن يفك الله عقدته بتدخل العقلاء والرموز والمستنيرين، لأن في هذه الظروف ليس مهماً أن تسقط بس أو تقعد بس، المهم أن نحقن الدماء وبس!!
}كلمة عزيزة
للأسف بلادنا تسير نحو الهاوية ما لم تدرك الحكومة أنها لا بد أن تسمع صوت الشارع وتستجيب لمطالبه العادلة، وما لم تتقِ المعارضة الله في شبابنا الذين تدفع بهم إلى المواجهات وهي “لابدة” تنظر وتنتظر بجبن وخسة.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية