في الكريدة
في خضم المناخ السياسي الذي تعيشه البلاد وتزاحم الشعارات مابين (تسقط بس)، وشعار (تقعد بس)، قالت الطريقة السمانية كلمتها ، وحددت موقفها من الصراع السياسي ، واختارت بمحض إرادة شيوخها الوقوف سنداً وعضداً للرئيس “عمر البشير” من خلال أكبر حشد تشهده إحدى قلاع الصوفية في السودان منطقة الكريدة غرب النيل، حيث تقابة الشيخ الكبير “محمد أحمد الشيخ عمر”، وتلاميذه وأحفاده ومشايخ السجادة ورثة المجد الشيخ “حسن محمد أحمد”، والشيخ “أسامة محمد أحمد”، واجتمعت أمس في الكريدة كل أركان الطريقة السمانية، جاء من شبشة “العبيد الحاج موسى”، والشيخ “الفاتح عبد الرحيم البرعي” من زريبة البرعي بشمال كردفان، ومن خلاوي الحليوه جاء الشيخ “الصاوي الشيخ الشاذلي ” ، وجاء من السادة القادرية الشيخ “الكباشي”، وحشود من ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، وأعلنت الطريقة السمانية وقوفها ومساندتها للرئيس “عمر البشير” في الصراع الحالي مابين يسقط ويبقى، وتحدث الرئيس بصراحة شديدة لقواعد الصوفية عن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية، وقال : إن خروج بعض الشباب بسبب الأوضاع الاقتصادية كان مبرراً، ولكن بعض ممن أسماهم الرئيس بالمندسين والمخربين استغلوا ذلك بإثارة الفوضى والتخريب والقتل.
وقال الرئيس ، إن الطبيب “بابكر عبد الحميد” الذي قُتل يوم (الخميس) الماضي قتله متظاهرون بسلاح لا تملكه القوات المسلحة ولا الشرطة ولا الأمن السوداني ولا وجود لهذا السلاح في السودان.
وأكد الرئيس أن عناصر من حركة “عبد الواحد محمد نور” المتمردة في دارفور قد تم القبض عليهم في الفترة الماضية، قد اعترفوا بأنها تخطط لاغتيالات وسط المتظاهرين لزيادة الضغط على الحكومة، وبعد أن كشف الرئيس عن قتلة المتظاهرين وحدد الجهة التي قتلت المتظاهرين، فإن لجنة التحقيق التي كونها الرئيس برئاسة وزير العدل “محمد أحمد سالم”، لن تجد إفادة أكثر دقة من شهادة الرئيس بشأن الأحداث.
وجدد الرئيس مرة أخرى التزامه بتسليم السلطة لمن يختاره الشعب في انتخابات حرة ونزيهة بعد عام واحد من الآن.
وإذا كانت ولاية النيل الأبيض قد شهدت مثلها وبقية ولايات السودان أحداث عنف ونهب في اليوم الأول لاحتجاجات الخبز الشهر الماضي، فقد تعافت الولاية سريعاً، والتفت الجماهير مرة أخرى حول المؤتمر الوطني، ومن رماد حريق ديوان الزكاة خرج الهتاف من بحر أبيض (دربك أبيض)، ولم تنس جماهير الصوفية أن تردد لوالي النيل الأبيض (حاسم حاسم يا أبو القاسم).
كانت حشود الصوفية يوم أمس في الكريدة أكثر تعبيراً عن مساندة الناس العاديين لرئيس الجمهورية في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وعندما نقول الناس العاديين ، فإننا نعني الذين لا ينافقون ولا يرجون من خروجهم وسندهم لمن يعتقدون أنه أقرب إليهم من أصحاب المنفعة وتجار السياسة ، وعندما سُئل يوماً مدرب فريق ليفربول الإنجليزي “يورغن كلوب” يوم قدومه من ألمانيا إلى قلعة “الانفيلد” لتدريب الفريق الإنجليزي من أنت؟ وسط مدربين مثل الرجل الاستثنائي “مورينهو” و”السير أريكسون” والفرنسي “فينغر”، فقال بتواضع (أنا الرجل العادي)، فكسب احترام كل بريطانيا ، والناس العاديون من الصوفية كسبوا أمس احترام أهل السودان بهذه الوقفة مع الرئيس “البشير”.