ربع مقال

بين العلو الإسرائيلي الموعود والانحطاط العربي المشهود .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. في الوقت الذي تحول فيه ربيع العرب إلى جحيم أكلت ناره الأخضر واليابس فيه ومزقت أحداثه ومآلاته أوصال بلدانه، مهدرة معنى السيادة والاستقلال والحرية، ولاغية لدفء الطمأنينة ونعمة الأمن والاستقرار .. يحقق الكيان الإسرائيلي الآن نجاحات نوعية تمثل طفرة حقيقية له منذ أن تحقق له ذلك الوعد الذي صدر ممن لا يملك وأُعطي لمن لا يستحق في أكبر جريمة تزوير وفبركة تاريخية تشهدها ساحة البشر في عصرها الحديث .. فهاهي إسرائيل الدولة غير الشرعية والتي ظلت تواجه عزلة سياسية كبرى طوال ما ناهز النصف قرن من الزمان بسبب التضامن الإقليمي و العالمي مع القضية الفلسطينية العادلة .. هاهي تحقق نجاحاً مدوياً في بناء علاقات اقتصادية وسياسية مع دول إقليمها العربي والأفريقي و الآسيوي، ومن المدهش أن يكون مفتاحها لهذا التطور الكبير ذات الدول العربية التي ناصبتها العداء وواجهتها على ساحات القتال، وقد شهدت عدة عواصم عربية وأفريقية وآسيوية أخيراً نشاطاً دبلوماسياً إسرائيلياً ناجحاً قاده رئيس وزراء هذه الدولة بنفسه المدعو “بنيامين نتنياهو”، وفي لمحة بصر تحول عدد من دول هذا الإقليم إلى حلفاء جدد لإسرائيل، مبررين ذلك بسبق الدول العربية لهم في هذا الاتجاه التطبيعي الكاسح .. وفي الجانب الاقتصادي حصلت تل أبيب أخيراً على أكبر فرص الاستثمار في المنطقة، بل وحققت أكبر خبطة اقتصادية ضمنت لها تسويق إنتاجها من الغاز الطبيعي، الذي ظل حبيس أرضها لسنوات طويلة، فعبر مشاركتها المريبة في ما أُسمي أخيراً بالتجمع الشرق أوسطي للغاز ( الذي تتشكل عضويته من بلدان عربية) ضمنت إسرائيل تسويق غازها ووصوله حتى للأسواق الأوروبية الكبرى لتصبح أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي في المنطقة برمتها .. ما هذا ..؟؟ .. ما الذي يحدث ..؟؟ .. هل هو العلو الإسرائيلي الموعود الذي يتحقق بعده وعد الله بيد من وصفهم جل وعلا بـ(عباد أولي بأس شديد) .. أم أنه الانحطاط العربي المخزي لنا والمشهود للعالمين من حولنا .. ؟؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية