تقارير

لاجئو جنوب السودان الاستجارة من الرمضاء بالنار

يعيشون أوضاعاً مأساوية

الخرطوم : فائز عبد الله
فر مئات الآلاف من مواطني دولة جنوب السودان، منذ اندلاع الحرب في الدولة الوليدة في ديسمبر العام 2013، ونزح المئات إلى معسكرات الأمم المتحدة داخل الجنوب، هروباً من أعمال العنف والقتل . واتسعت رقعة الحرب في جميع ولايات الجنوب الـ(32) ، وقتل أكثر من (500) طفل وامرأة، ولجأ أكثر من (10) آلاف مواطن إلى دول الجوار وقتها .
وعلى نحو ست سنوات هي عمر الحرب استمر تدفق اللاجئين، من القتال العنيف، شمالا باتجاه السودان، واستقبل السودان أكبر عدد من لاجئي الجنوب، حسب تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن اللاجئين الذين تم استقبالهم بالسودان، تجاوز العدد المقدر في خطة الاستجابة الإنسانية، والبالغ (196) ألف، قفز إلى (198،657) ألف في شهر يوليو الماضي، وشهدت ولاية النيل الأبيض أكبر تدفق للاجئين الجنوبيين.
وادى قرار منع المنظمات العاملة في مجال الإغاثة والعمل الإنساني من الدخول الولايات، أدى إلى انتشار المجاعة والأمراض، وأكدت مصادر لـ(المجهر) أن حكومة الجنوب تسببت في قتل ولجوء ونزوح المئات من المواطنين بسبب منع المنظمات الدخول وعدم منحها التصاديق لمزاولة العمل في الولايات .
وأكد مستشار الشؤون الأمنية للرئيس “سلفا كير” في حديثه لـ(المجهر) أن اتفاقية السلام نصت على إعادة اللاجئين من مخيمات اللجوء في دول الجوار، وأضاف “توت قلواك” أن وضع المواطن بالداخل أصبح مستقراً فيه بعد التوقيع على اتفاقية السلام في سبتمبر الماضي، ودعا توت اللاجئين إلى العودة إلى مساكنهم حيثما يقيمون، وقال إن الأمن مستتب في كل الولايات، وأشار إلى أن الحرب كانت سببا في لجوء ونزوح المواطنين من مناطقهم، وأن الحرب انتهت، وأن الخرطوم لعبت دوراً كبيراً في إعادة الاستقرار إلى الجنوب وأوضح أن بعض دول الجوار تعاونت مع اللاجئين وعاملتهم بصورة إيجابية وقدمت لهم المخيمات الغذاء.
وأكد أن قيادات الجنوب في الوقت الحالي يعملون معاً على تنفيذ اتفاقية السلام وإعادة اللاجئين، وتخفيف معاناتهم وطالب قيادات المعارضة بالعمل بإرادة حقيقية والنظر إلى معاناة المواطنين في الأول وعدم تكرار أخطاء الماضي.
وقال عضو المكتب السياسي بالمعارضة “اقوك ماكور” لـ(المجهر) إن الوضع الراهن للاجئين في دول الجوار فيه معاناة حقيقية تتمثل في عدم حصولهم على المواد الأساسية من الغذاء. وحسب الإحصائيات لبعض هذه الدول أن أكثر من (4) آلاف لاجئ يعانون من أوضاع مأساوية، وقال “ماكور” إن اتفاقية السلام نصت على إعادة اللاجئين إلى مناطقهم لتخفيف المعاناة خلال فترة الحكومة الانتقالية المقبلة، وأن يتم بذل مجهودات لتوطين اللاجئين أشار إلى دول الجوار أسهمت في إيواء أعداد كبيرة من اللاجئين وأوضح أن الجهود التي قامت بها المنظمات في دول الجوار والجنوب ساهمت بصورة كبيرة في تخفيف معاناة المواطنين وطالب “ماكور” بضرورة التعاون في إعادة اللاجئين إلى الجنوب لجهة أنهم أصبحوا يعانون في جميع الجوانب الأساسية في (الصحة والتعليم) وقال إن هناك أسر تضررت بسبب الحرب في الصرف على أبنائهم في مسألة التعليم والصحة لانعدام المال الذي يوفر الاحتياجات الأساسية، وأشار إلى أن الخطوة التي اتخذتها دول الجوار تعتبر خطوة إيجابية ولعبت دورا مقدرا في تخفيف معاناة اللاجئين.
وقال سلطان مقاطعة لوبونوك “سايمون لاكوجي واني” إن أكثر من (4800) نازح فروا من مناطقهم إلى العاصمة جوبا، وأضاف إن عددا كبيرا منهم لجأوا إلى دولتي (يوغندا وإثيوبيا) باحثين عن مكان آمن، وأضاف “واني” إن المواطنين تمكنوا من الهروب بعد الاشتباكات الأخيرة التي حدثت بين قوات الجيش الشعبي وقوات “توماس شيرلوا” في ولايتي لونج ونوجة ونهر ياي.
وأشار “لاكوجي” إلى أن هؤلاء النازحين يعانون من صعوبة الأوضاع الإنسانية، مناشداً المنظمات الإنسانية للتدخل من أجل مساعدة المواطنين.
وقال نائب حاكم ولاية ليج الشمالية “لاريكا مشار” إنه تم توقيع اتفاق بين الحكومة والمعارضة بقيادة “رياك مشار” لفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل حرية الحركة في المنطقة. وأوضح “لاريكا” أن الحكومة والمعارضة عقدتا مؤتمراً للسلام استمر لمدة ثلاثة أسابيع واتفقتا على فتح المعابر لتقديم الإعانات الإنسانية بجانب تسهيل حرية الحركة للمواطنين، وأضاف أن (الحكومة والمعارضة اتفقتا على العمل سوياً لتنفيذ بنود اتفاقية السلام وإعادة اللاجئين من دول الجوار، وتعزيز الأمن والاستقرار ونشر السلام في الجنوب)
وقالت عضو منظمة (استار) بجنوب السودان “أدوينا خميس” في حديث لـ(المجهر) إن النازحين في الجنوب يعانون في داخل معسكرات الأمم المتحدة والمنظمات، وأضاف إن (4) آلاف لاجئ من الجنوب بدولة إثيوبيا وكينيا يعيشون في المخيمات، وأضافت “ادوينا” إنه منذ (5) سنوات من الحرب تشرد أكثر من (10) آلاف، وقتل (500) طفل وامرأة في الجنوب، وأوضحت أن الإحصائيات تؤكد وجود أعداد كبيرة من اللاجئين في ظروف إنسانية صعبة ونقص للغذاء والدواء وقالت إن انتشار الأمراض وسط اللاجئين أصبح يهدد حياة الكثير.
وأشارت أن (إثيوبيا ويوغندا واريتريا والسودان) لجأ إليها أكثر من (6) آلاف مواطن من الجنوب، وقالت إن حكومة الجنوب كانت سببا في زيادة أوضاع اللاجئين بمنع المنظمات الإنسانية من العمل داخل الأراضي الجنوبية مما فاقم الوضع الإنساني ودفع المواطنين للبحث عن ملجأ.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية