“سعاد الكارب” والكلام الكارب .. !!
.. مبادرة جيدة أعلنت عنها بالأمس الأول السيدة الفريق د. “سعاد الكارب” – وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية، عقب التقائها بعدد من الجهات ذات الصِّلة بقضية العلاج بالخارج، وعلى رأسها القمسيون الطبي القومي والصندوق القومي للتأمين الصحي وإدارات الخدمات الصحية بكل من الشرطة والقوات المسلحة وجهاز الأمن .. المبادرة التي تتحدث عنها الوزيرة والتي أعلنت أنها مشتركة بين وزارتها وجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج، تقوم على فكرة توطين العلاج بالداخل ، عبر الاستفادة من الأطباء الزائرين للبلاد لإجراء العمليات الأكثر حاجة لعلاجها بالخارج والتي تشمل أمراض القلب والأورام والمخ والأعصاب والكلى بحيث يتم تهيئة المستشفيات الكبيرة بالداخل لهذا الغرض .. الفكرة في حد ذاتها لا غبار عليها البتة إلا أنها تبدو فقط كخطوة أولى تمهيدية لمشروع ضخم مثل توطين العلاج بالداخل أو قد يبدو هذا الجهد المنتظر من وزيرة الدولة كجهد إسعافي يمكن أن يرفع عن المواطنين شيء مقدر من ما يثقل كاهلهم ، إلا أن أمر توطين العلاج بالداخل يا سيادة الفريق “الكارب” فيحتاج إلى عمل (كارب) يتم عبره تنفيذ خطة حقيقية موضوعة بدقة وحسم لإغلاق هذا الملف نهائياً تتضمن إنشاء المستشفيات والمدن العلاجية الكبرى على نسق ما قامت به بعض الدول العربية حولنا والتي صار اقتصاد بعضها يعتمد وبشكل رئيسي على ما تقدمه من خدمات علاجية اجتذبت عددا كبيرا من مواطني الدول العربية وغيرها ونحن على الشريط الأفريقي والعربي مع كوادرنا الطبية المتميزة المنتشرة في كل البقاع قادرين على التفوق في هذا المجال ليعود وفي النهاية نفعاً على مواطننا البسيط الذي أصبح مرهقاً في كل مناحي حياته المعيشية خاصة مع استغلال البعض له في أمر العلاج هذا اسوأ استغلال يمكن أن يحدث لمواطن داخل وطنه وهو ما يفعله به الآن وللأسف تجار العلاج بالداخل الذين لم يعودوا يفرقون بين علاج البشر وتجارة البصل والتبغ .. إذاً فلتشرعي الآن يا سيادة الوزيرة المجتهدة في وضع هذه الخطة مع المختصين وأهل الحل والعقد ليدفعوا بك لتنفيذها فهذا هو الكلام (الكارب) سيادة الفريق “الكارب” ..