قصة “طه” (2)
لم يفقد “طه عثمان”عضويته في المؤتمر الوطني بعد خروجه من القصر واختياره الإقامة في المملكة العربية السعودية، لأن شروط فقدان العضوية إما الفصل بعد سلسلة طويلة من الإجراءات والجزاءات وينتهي الفصل بالمؤتمر العام للحزب.. أو بالوفاة أو الاستقالة الطوعية من الحزب أو تبديل الولاء السياسي؟ ولا يفقد عضو المؤتمر الوطني عضويته بسبب الاعتقال أو السجن لأسباب سياسية.. وحينما اعتقل الفريق “صلاح قوش” ظلماً بوشايات من قبل بعض تلاميذه احتفظ بحقه كعضو بالمؤتمر الوطني، وصبر ولم يبدل ولاءه السياسي حتى عودته مرة أخرى للمشهد التنفيذي، ولم يغب الرجل عن المسرح السياسي في سنوات إبعاده من المشهد التنفيذي، وعندما اعتقل “حسن برقو” بعد غزوة أم درمان.. صبر الرجل أيضاً وأمسك بخيوط تجمعه بالحزب حتى عاد مرة أخرى، واليوم يضع المؤتمر الوطني عليه الرهان في الانتخابات القادمة مرشحاً في ولايتين بدلاً من واحدة.. واعتقل اللواء “محمد إبراهيم عبد الجليل” الشهير بـ(ود إبراهيم) وعاد للساحة مرة أخرى وعشرات الحالات.. و”طه عثمان الحسين” لم يعتقل أو يتعرض لأذى سوى المخاشنات اللفظية.. والإدانات السياسية العامة.. واختار بطوعه الخروج من البلاد تحت بصر وسمع كل الأجهزة الحكومية، ولم تطالب الحكومة السعودية بتسليمه كما فعلت مع الناشط “ود قلبا”.. و”وليد الحسن” صاحب راكوبة الحزب الشيوعي.. ذهب “طه” وشأنه وأمسك لسانه واختفى من المشهد.. والرجل بطبيعته يعمل بعيداً عن الضوء، فكيف يبدل ولاءه السياسي.. والتزامه كعضو في الحركة الإسلامية وينضم إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي لا يملك القدرة حتى على تقديم مرشح منافس للمؤتمر الوطني في الانتخابات الرئاسية تحت عنوان رئيس مع وقف التنفيذ.. فهل يملك “طه عثمان” القدرة على تجاوز كل تاريخه في التنظيم الإسلامي والإقدام على خطوة الانضمام للاتحادي الديمقراطي في ظروف بالغة الدقة والتعقيد.. وفي مناخات استقطاب مغايرة اختار من قبل نائبين عن الجبهة الإسلامية القومية عن دوائر دارفور النكوص عن قسم الولاء للجبهة الإسلامية والانضمام للحزب الاتحادي في آخر أيام الديمقراطية الثالثة عندما أنضم النائب “عثمان عبد الجبار” للجبهة الإسلامية، ولكنه عاد عضواً بالمؤتمر الوطني بعد ذلك بسنوات داخل البرلمان، وكذلك انضم الدكتور “فاروق أحمد آدم” نائب دائرة كتيلا والسلطان “إبراهيم أبكر هاشم” الذي اعتقل بعد عملية الذراع الطويل، وكان واحداً من قادة حركة العدل والمساواة، وأطلق سراحه بعد اتفاقية الدوحة، ولم يحقق أي من النواب الثلاثة مكاسب من الانضمام للحزب الاتحادي الديمقراطي.. فماذا يكسب “طه عثمان الحسين” إذا صدقت الأخبار المنشورة عن انضمامه للحزب الاتحادي وتعيينه في منصب نائب الأمين العام.. وتعيين “طه علي البشير” أميناً عاماً للحزب والأخير الأقرب للمنصب الرفيع، ولكن دخول الفريق “طه عثمان” ساحة الاتحاديين من شأنها بعثرت صفوفهم والتأثير سلباً على شراكتهم السياسية مع الوطني الذي لن يخسر بذهاب “طه عثمان” إلى الجنينة ولا يكسب شيئاً بعد أن أبعده من المشهد التنفيذي وتركه للسعودية والإمارات قيادي دون قاعدة!!