وفي التأني السلامة..!
في العجلة الندامة وفي التأني السلامة حكمة نطق بها الأولون من أهل التجارب، وما تزال قائمة وتطل علينا عند اللزوم والملمات، وما يحدث اليوم من أزمات اقتصادية ونزاعات سياسية يجعلنا نقول بما قال به الأولون لا سيما وقد أصبح أمر الاحتجاجات والتظاهرات سياسياً أكثر منه اقتصادياً ورشح فيه ما رشح من تقاطعات وردود أفعال.
ونحمد الله أن التظاهرات التي أخذت طابع العنف والتخريب وشابها فقدان الأرواح والمعالجات غير المرغوبة قد انتهت اليوم إلى تظاهرات أكثر سلمية وإن تأذى منها من تأذى من أصحاب المتاجر والمحلات ومواقع العمل وغير ذلك، فالغرض من التظاهرات والاحتجاجات هو تغيير النظام ورحيل الرئيس واليوم قبل الغد.. وفي المقابل يقول الرئيس إن النظام وتسليم السلطة لن يكون إلا عبر صندوق الاقتراع في العام القادم 2020م، وكانت له ردوده السياسية على التظاهرات بتجمعات سياسية كبرى في الساحة الخضراء في ولاية الخرطوم قبل أيام وبالأمس في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
على كلٍّ هذا النظام الذي يطالب برحيله المتظاهرون ومن خلفهم منتخب وله السند الدستوري والشعبي والسياسي ولا سيما بعد الحوار السياسي والمجتمعي الواسع الذي نعم بالأغلبية على كل الصعد والمستويات، وكانت له مخرجاته التي ترجمت في غالبها إلى حكومات ومؤسسات تشريعية وقوانين.
الرحيل والتغيير سُنة السياسة ولا بأس من أن يدعو إليها ويعمل من أجلها من يعمل بالأساليب المعتمدة والمعروفة لتجنيب البلاد المنزلقات، الأمر الذي يبدي قلقهم منه الكثيرون من قادة الرأي اليوم ويدعون إلى العقل والحكمة من كل الأطراف.
أبواب الحوار كما يقول من انتموا إليه إنها مفتوحة ومشرعة أمام كل من يرى أن الحوار وليس غيره هو الحل إذا كان من جديد لدى من نأوا عنه من قبل، وكان لهم طريق آخر إلا أن الانتخابات لمن أراد السلم وجرت بحقوقها وما هو مطلوب فيها تظل هي الطريق الأمثل والمتعارف عليه عالمياً وديمقراطياً.
تأسيساً عليه نقول للساسة في الطرفين (الحاكم والمعارض) وندعوهما لما قاله الأولون (في العجلة الندامة وفي التأني السلامة..!).
إن عاماً واحداً بين مطلبهم وهو تغيير النظام وتعديل الدستور وما إليه ليس بعيداً والانتخابات ستتم في العام 2020م، والاستعداد لها ومخاطبة الرأي العام والناخب السوداني يحتاج إلى وقت لتطرح فيه الرؤى والبرامج والأفكار ثم يستقطب لها الأتباع والمنتمون.
التظاهرات التي تجري الآن وإن كانت سلمية ومن حق من يخرجون فيها ليست لها برامج وأطروحات واضحة ولا يدري المراقب متى تنتهي، فقد طافت وتحركت في مزيد من الأحياء والمدن كبر حجمها أو قل، ولكن السؤال: متى تنتهي؟ يظل قائماً والطرف الآخر له ما له في ما يجري على الساحة الاقتصادية والسياحية.
حفظ الله السودان وحفظنا جميعاً مما يضر ولا يصلح – آمين.. ولنذكر دوماً أن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.