لا يمكن لشخص يعرف أبجديات السياسة أو يتعلم ألف باء الوطنية، لا يمكن أن يقول ما قاله “الفاتح عز الدين” وهو يهدد ويتوعد المتظاهرين والمحتجين بقطع الرقاب ويحذر الأمهات من حرق حشاهن وهو ينصحهن بمسك أولادم عليهم، وهو حديث بكل اللغات والمعاني غير منضبط ويخدم الأجندة التي تسعى لخراب هذا البلد، وكل كلمه قالها لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا تصنيفها بأنها استعداء للنظام الذي ينتمي له الرجل والذي على ما يبدو أنه وفي محاولة منه للفت الأنظار وادعاء البطولة قال ما قاله وهو يعلم أنه يصب الزيت على النار، والسوداني ما بخوفو بالموت، بل على العكس هذا الاستفزاز يلغي عنده تماماً تفكير المنطق والتريث وتخليه يأكل الجمر حي، ويحول هذه الاحتجاجات السلمية إلى معارك للثأر والدفاع عن النفس المشروع.
وخلوني أسأل “الفاتح عزالدين” إن كان يعي خطورة ما يقول وإن كان يدرك أنه يستفز الشعب الذي يحكمه حزبه، لأنه لا يتحدث بصفته الشخصية، بل هو مسؤول الفكر والثقافة في المؤتمر الوطني، فأي فكر الذي يحرض على العنف، وأي ثقافة التي تشيع أسلوب الغاب، من قال للرجل إن أسلوب القمع والتهديد يحل مشكلة، من قال له إن التخويف يجعل الشباب يتأخرون عن الخروج، هل معقول أن هذا الرجل كان مسؤولاً أول في البرلمان الذي يحمي الشعب ويدافع عن مستحقاته، وكل ما قاله من حديث أكسب به حكومته مساحات من العداء والغضب والحنق، لو أن المعارضة نشطت بكل أجنحتها، لما استطاعت أن تفعل ربع ما فعله “الفاتح عز الدين”، ليتأكد لي وأرجو أن يكون قد تأكد لحزب الحكومة نفسه، أن لديهم من المنسوبين والموالين ما هم أخطر عليهم من “عبد الواحد” وحركته المسلحة، وما قاله الرجل ليس هذا أوانه بأي حال من الأحوال وجميعنا ظللنا طوال الأيام الماضيات نميل إلى لغة التهدئة، ليس انحيازاً لأحد، ولا انجرافاً مع أحد، وما أسهل هذه الأيام ادعاء البطولة الزائفة لحصد إعجاب الشباب، أو التخندق في خندق الحكومة للظفر بالمناصب والمكاسب، قلتها أكثر من مرة، نحن لسنا مع (تسقط بس)، و(لا تقعد بس)، نحن مع (يسلم بس)، وأقصد هذا الوطن الشامخ من أن تضربه رياح الفرقة والشتات، وعندها لا ينفع الندم، ولم تكن مطالباتنا بضرورة ضبط النفس وإعمال الحكمة، إلا خوفاً على بلادنا من مصير غير محسوب العواقب، لكن يأتي أمثال “الفاتح عز الدين” ليجرف بحديثه كل ما بنيناه أو حاولنا بناءه خدمة لبلادنا وخوفاً على شبابنا من إراقة الدماء، ونحن ندخرهم للعمل والإنتاج والإبداع، ويعبئ القلوب بالحنق والصدور بالغضب، وبالتالي على حزب المؤتمر الوطني أن يتبرأ من تصريحات “الفاتح عزالدين”، بل عليه محاسبته عليها احتراماً للشعب السوداني الذي يدافع عن حقوقه في حياة كريمة، ومن حقه أن يعبِّر عن ذلك كما كفل له القانون والدستور، بالتظاهر والاحتجاج، بل على الحكومة أن تحمي مواكبه وتستقبل هتافاته وتسمعها كما سمعت هتافات المؤيدين، وهؤلاء جميعاً سودانيون يتساوون في الحقوق والواجبات.
}كلمة عزيزة
على المؤتمر الوطني أن يحاسب نائباته البرلمانيات العاملات فيها (جونسينا وبوكر تي) اللائي تعدين على زميلتهن النائبة “إشراقة سيد محمود” قبل أيام داخل قبة برلمان الشعب، وبذلك تعدين على هيبته وقدسيته.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.