صحفيون ضد الشفافية!!
} لا أدري لماذا غضب بعض الزملاء من تسرب تقرير المجلس القومي للصحافة والمطبوعات حول توزيع الصحف والتحقق من انتشارها، الذي نشرته جريدة (الانتباهة) قبل أيام، فانبروا للكتابة غاضبين ومشككين؟! هل الأرقام الواردة في التقرير غير صحيحة، أم أنها صحيحة إلى حد كبير، ولكن لم يكن لائقاً ولا (مبلوعاً) أن يسرب المجلس – بتصرف فردي – هذا التقرير (الخطير) لصحيفة واحدة، مع أنه أعلن في وقت سابق حجبه مراعاة لحساسية الناشرين ورؤساء التحرير؟!!
} في رأيي، وبمعرفتي ومتابعتي (اليومية)¡ وليس (السنوية)¡ لتوزيع جميع الصحف الصادرة في السودان، بما فيها الرياضية والاجتماعية، فإن معلومات التقرير صحيحة بنسبة كبيرة، رغم أن (المجهر) حلت في المرتبة (الثانية) من بين (16) صحيفة يومية، علماً بأن أيام صدورها مأخذوة عن (6) أشهر فقط، هو عمرها من أبريل حتى أكتوبر الماضي، بينما بقية الصحف استفادت من فترة صدور امتدت إلى (10) أشهر من يناير إلى أكتوبر!!
} بالتأكيد فإن بعض الصحف تتضرر من مثل هذا النشر الذي يمكن أن تعتبره بمثابة إشانة سمعة!! ولكن هل كانت معظم هذه الصحف ستنشر هذا التقرير إذا تسلمته بصورة رسمية من المجلس؟!!
} بلا شك، الإجابة: (لا)!! فالذي ينشر مثل هذه المعلومات هو المستفيد منها، وليس المتضرر الذي يريد أن يتدثر بالأكاذيب والادعاءات وتزوير الوقائع وتحقيق مكاسب مادية في سوق الإعلان بالترويج لأرقام قديمة أو غير صحيحة.
الأسوأ من أي ماديات أن الجميع في هذا الوسط الصحفي لا يعترف بتفوق (الآخر)¡ مهما كان النجاح واضحاً وجلياً.
} كل من يعمل في مهنة الصحافة والإعلام، ليس في السودان فحسب بل في أغلب العالم – بمن فيهم المتدربون وصغار المحررين – يعتقد اعتقاداً جازماً أنه (الأول).. و(يا دنيا ما فيكي إلا أنا)!! حتى العاطلين عن أي موهبة ومقدرة.
} بالله عليكم.. ألا تستحون؟ كيف تطالبون الحكومة بالشفافيّة وكشف أرقام مرتبات ومخصصات وحوافز الدستوريين وكبار الموظفين وممتلكاتهم ونشر إقرارات الذمة، بينما ترفضون نشر أرقام توزيع الصحف، لتنشروا محلها الأكاذيب وتضليل (بسطاء) الحكومة وأغبياء السلطة، حيث لا مجال لتضليل الشعب القارئ الحصيف؟!
} طبعاً لا يمكن تضليل الشعب لأنّه الذي (يدفع)¡ ولا أحد في هذا الزمن القاسي يدفع قبل أن يتأكد.
} قواعد الديمقراطية والشفافية تفرض على الجميع القبول بالنتيجة وتهنئة المنافس.