نجحت اللجنة المنظمة لمسيرة سلام السودان أن جعلتها تتكون من معظم الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني الثانية، اعتقد البعض أن المسيرة ستكون كما المسيرات التي ينظمها حزب المؤتمر الوطني، وتضج بالهتافات الأحادية وتعزل بقية الشعب السوداني، ولكن مسيرة الأمس التي تجيء للرد على تظاهرة المهنيين، أكدت على أن الأحزاب السياسية انطلقت من مبدأ سلام السودان وعزته وفخاره، ولابد أن يسود السلام ربوع الوطن مهما كلف الأمر، ونجحت اللجنة في اختيار رؤساء الأحزاب المشاركة في السُلطة أن تكون الكلمة لها، فجاءت كلمة رئيس حزب العدالة الأستاذ “بحر أبو قردة” وزير العمل، ضافية وملبية لرغبات الشعب التي تؤمن بالحوار الوطني بجانب سلامة أرض الوطن، وأكد على الوحدة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني التي لا تسير البلاد إلا بها أو بالحوار الذي شارك فيه أكثر من تسعين حزباً وحركة مسلحة، واعترف السيد الوزير بالأزمة الاقتصادية التي دفعت الجماهير إلى الخروج إلى الشارع مطالبة بحقها في ذلك، ونادى لجنة القوى السياسية بمعالجة جذور الأزمة والعمل على مكافحة الفساد وضرب المفسدين دون مجاملة لأحد، كما ذكرت فإن اللجنة المنظمة للحشد الجماهيري بالساحة الخضراء ظهر أمس جعلت الأحزاب السياسية هي التي تتحدث في تلك المسيرة، فتحدثت من بعد الوزير “أبو قردة”، الدكتورة “تابيتا بطرس شوكاي”، صاحبة الفصاحة والبلاغة والمفردات العربية الجميلة، فلم تشذ عن الحديث الذي قاله الوزير “أبو قردة”، وأكدت على وقوفهم إلى جانب وحدة الوطن وسلامة أراضيه، والالتزام بمخرجات الحوار الوطني، وهذا يؤكد أن تلك القوى وهي تشارك في حكومة ما بعد الحوار الوطني، كل همها وقلبها مع سلامة الوطن، وإن الأزمة عارضة يمكن أن تنجلي في أي لحظة، ولكن المهم هذا الوطن، وتحدث الوزير “حسن إسماعيل” عن حزب الأمة التابع للدكتور “الصادق الهادي المهدي” وشن هجوماً على الأحزاب (العجوزة) كما أسماها، وقال إنها تفتقد إلى الديمقراطية بداخلها وهي التي قامت بسرقة الثورات في أكتوبر وأبريل، ولم يغفل الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى خروج الجماهير إلى الشارع، كما تحدث رجل الطرق الصوفية الشيخ “عبد الوهاب الكباشي” وطلب من السيد الرئيس أن يتخذ قرارات قوية تعيد الأمور إلى نصابها، كما تحدث الأستاذ “حاتم السر” وزير النقل، أحد قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وأقسم ألا صفوف بعد اليوم إلا صف الصلاة، فكل من هو متوضئ أن يدخل إلى الصلاة ومن لم يتوضأ فاليلحق بالمصلين، وهتفت الجماهير من خلفه عاش “أبو هاشم”، وتحدث الدكتور “التجاني السيسي” وهو الخطيب المفوه والقيادي منذ أن كان في ركب حزب الأمة، تحت قيادة الإمام “الصادق المهدي” تحدث عن اتفاقية الدوحة وسلام دارفور ونادى بالاستقرار، كما تحدث عن حزب المؤتمر الوطني والي ولاية الخرطوم، الفريق “هاشم عثمان” مؤكدا على توفير طعام الناس والاهتمام بالشباب والطلاب والمرأة، ومن ثم تحدث رئيس الجمهورية، فكانت كلمته إلى كل الشعب السوداني داخل الساحة الخضراء أو خارجها، وأرسل عدداً من الرسائل منها المتعلق بالخارج وهي التي عملت على حصار البلاد، وقال إننا ورغما عن ذلك فلن نرهن البلاد إلى حفنة من الدولارات أو كمية من القمح، وقال إن الحركة والسكون بيد الله، فلن نركع لأحد، وحيَّا وقفة عدد من الدول التي وقفت مع البلاد في أزماته منها الصين والإمارات وروسيا وقطر، وقال على الشباب أن يعملوا جاهدين لاستلام البلاد عبر صناديق الاقتراع، في الختام شدى عدد من المغنين بالأغاني الوطنية التي ألهبت حماس الرئيس والجماهير.